الإسراء والمعراج … بقلم / وليد عماشه ..مدرس العلوم الشرعية بمعهد فتيات بهوت الإعدادى الثانوى

الإسراء والمعراج … بقلم / وليد عماشه ..مدرس العلوم الشرعية بمعهد فتيات بهوت الإعدادى الثانوى
وليد-عماشة-1
وليد-عماشة-1

فى مثل هذه الأيام من كل عام تهل علينا ذكرى عطرة يحتفل بها المسلمون فى مشارق الأرض ومغاربها ، يتدارسونها ويستنبطون منها اروع الدروس ، وهى ذكرى الإسراء والمعراج ، والتى تعتبر مكافئة ربانية من الله سبحانه وتعالى لنبيه وحبيبه صلى الله عليه وسلم على ما لاقاه من آلام وأحزان طوال فترة الدعوة والتى ذاق فيها صلى الله عليه وسلم أشد أنواع الإيذاء وكأن الله سبحانه وتعالى يقول له ” إن كان أهل مكة والطائف قد طردوك فإن رب السماوات والأرض يدعوك ” فأى مكافئة من الممكن أن ينالها بشر أفضل من تلك الدعوة الربانية ، والتى اتضح من خلالها مكانة المدعو؟ ، فإن فى تلك الدعوة ضربا من التكريم لشخص المصطفى صلى الله عليه وسلم والإيناس له ، ومسحا لأحزان ومتاعب ما لاقى وغرسا لبذور النجاح فى المستقبل ، وإيذانا من الله بتوطين وتثبيت رسالته صلى الله عليه وسلم فى شتى بقاع الأرض. ومن الدروس المستفادة فى تلك الرحلة :- ١- الإطلاع على قدرة الله سبحانه وتعالى ، حيث طوى سبحانه وتعالى لنبيه المسافات حتى رأى فى جزء من الليل ما رأى من الأيات الدالة على قدرته سبحانه وتعالى ، وشاهد ما شاهد من أحوال أمته والأمم السابقة . ٢- أن أصل الدين واحد وهو التوحيد ، وكان اجتماع الأنبياء السابقين واصطفافهم خلف النبى صلى الله عليه وسلم إعلانا بذلك ، فمع كونه أخرهم بعثا ورسالة إلا أنه مقدم عليهم ، وفى هذا دليل على عظيم مكانته بين الأنبياء ، وعلو منزلته عند الله تعالى . ٣- كانت فتنة وامتحان للمؤمنين أيصدقون فيزدادون إيمانا أم يكذبون فينقلبون على أعقابهم ؟ ولقد كانت الدعوة فى المرحلة التى عقبت تلك الرحلة بحاجة ماسة الى ذلك الإختبار ، حيث تلتها الهجرة ، وبناء دولة جديدة على أسس ودعائم ثابته تتدارسها الأجيال عبر الزمان . ٤- كانت منحة بعد محنة ، فرجا بعد كرب ، عطاء بعد بلاء ، فلم يكد يفك الحصار بعد ثلاث سنوات إلا ومات عمه وزوجته ، فبرغم كفر عمه إلا أنه كان ركنا متينا ، وحائط صد منيع ، يحميه ويدافع عنه ، ولم يستطع أن ينال منه أحد فترة حياته فى رسالة من الله للمشركين مفادها أن الله قادر أن يحمى نبيه من أهل الكفر بأهل الكفر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فى حقه ” ما نالت منى قريش شيئا أكرهه حتى مات أبو طالب ” فاستحق هذا العام أن يكون عام الحزن . ٥- شجاعة النبى صلى الله عليه وسلم والواضحة من خلال مواجهته للمشركين بأمر تنكره عقوله ، فى ثبات ، وبلا تردد أو خوف من ردود فعل المشركين ، فضرب بذلك أروع الأمثلة فى الجهر بالحق أمام أهل الباطل. ٦- الصداقة الحقيقية ، والتى تعد أفضل الدروس المستفادة من تلك الرحلة ، والتى تتجلى فى موقف الصديق تجاه تلك الرحلة ، حينما طلب المشركون من الصديق أن يعلن موقفه من تلك الرحلة اعتقادا منهم عدم تصديقه للنبى صلى الله عليه وسلم وتخليه عنه ، فقال لهم ” لئن كان قال فقد صدق فتعجبوا وقالو أو تصدقه أنه ذهب الليلة إلى بيت المقدس وجاء قبل الصبح ؟ فقال نعم إنى لأصدقه فيما هو أبعد من ذلك أصدقه بخبر السماء فى غدوة أو روحة ” فأطلق عليه من يومها لقب الصديق ، وفى ذلك دليل على أن الصداقة الحقيقية تعرف بالمواقف الصعبة والمحن المتتالية يقول بعض الحكماء ” الصديق من صدقك لا من صدقك ” ويقول الإمام على رضى الله عنه :- إن أخاك الحق من كان معك ……… ومن يضر نفسه لينفعك إذا ريب الزمان صدعك ………. شتت فيه شمله ليجمعك حمى الله مصر …. شعبا ….وجيشا….وأزهرا

حسن الجلاد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *