الشباب … بقلم / وليد عماشه مدرس العلوم الشرعية بمعهد فتيات بهوت الإعدادى الثانوى

الشباب …  بقلم / وليد عماشه   مدرس العلوم الشرعية بمعهد فتيات بهوت الإعدادى الثانوى
وليد-عماشة-1
وليد-عماشة-1

الشباب هم عماد الأمة ، وعمودها الفقرى الذى لايستغنى عنه أحد ، والذى به قوام الحياة ، وعمارة الدنيا ، فالأمة التى يكثر شبابها أمة واعدة ، يرجى نفعها إذا ما أحسن استغلال شبابها، فهم عماد الأمم، ومستقبل الشعوب، يؤثرون في الأمم سلبًا أو إيجابًا، يدفعون عجلة التأريخ نحو مستقبل مشرق ومضيء، أو يعودون بها إلى الوراء جهلاً وحمقًا .وبهم تعمر البلدان فهم في حياة الامم طاقات مبدعة, وزهور متفتحة, وقوة هادرة. وقال بعض البلغاء: الشباب باكورة الحياة، وأطيب العيش أوائله كما أن أطيب الثمار بواكيرها.وفي امثال العرب: الشباب باكورة الحياة, وقيل الشباب مظنة الجهل, وقيل مطية الجهل, فالشاب الذي لايتعلم سرعان مايسوقه عمله إلى مايورث الندم, ولهذا قيل الشباب شعبة من الجنون, لان الشباب طامح جامح, وانما يهذبه العلم, ويجمله الخلق الحسن, ويرفع من مكانته الايمان.ولمعرفة النبي صلّى الله عليه وسلّم لقيمة الشباب أوصى بهم خيرا فقال صلى الله عليه وسلم : (أوصيكم بالشباب خيرا، فإنه أرق قلبا. إن الله بعثني بشيرا ونذيرا فحالفني الشباب، وخالفني الشيوخ) ثم قرأ {فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ}.والشاب إذا وفقه الله للاستقامة والطاعة والامتثال لأمر الله والابتعاد عما نهى ؛ فهو على خير عظيم، فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، أن من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظله إلا ظله شابًّا نَشَأ في طَاعَةِ اللهِ. أخرجه البخاري (660) ، ومسلم وانظروا كيفية طاعة الشباب المسلم في صدر الإسلام، وامتثاله لأوامر الله ،روى عن جابر رضي الله عنه، قال: “قال رجل من مقاتلي غزوة بدر: أين أنا يارسول الله إن قتلت؟ قال: في الجنة. فألقى تمرات كن في يده، وقاتل حتى قتل”، فقد استطال الوقت الذي يأكل فيه التمرات ..وهذا أعرابي يحضر مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في إحدى الغزوات ثم يعودون بالغنائم فيعطي للأعرابي نصيبه من الغنيمة، فيتعجب ويقول: كلا، ما على هذا اتبعتك، أنا آمنت بك على أن أحارب في سبيل الله، فأرمى بسهم ههنا، وأشار إلى نحره، فأقتل فأدخل الجنة. فما كانت الغزوة المقبلة قاتل الأعرابي فيها فرمي بسهم فقتل. فلما رآه الرسول – صلى الله عليه وسلم – قال: “صدق الله فصدقه”!وهذا سيدنا حنضلة بن أبي عامر – رضي الله عنه – الذي زف إليه عروسه ثم سمع المنادي: يا خيل الله اركبي. فانتزع نفسه من الفراش وقام ليأخذ مكانه في صفوف المجاهدين، وقاتل حتى استشهد، فلما انتهت المعركة طلب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – زوجته وقال: “حدثيني عن آخر عهد بحنضلة”، فأجابته المرأة: كان بيني وبين حنضلة ما يكون بين الرجل وزوجه، ولما سمع الهيعته نهض مسرعا قبل أن يغتسل، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “لقد رأيت الملائكة تغسله في صحاف من الفضة بماء المزن بين السماء والأرض”. وقال الصولي في كتاب فضل الشباب على الشيب الذي ألفه للمقتدر بالله: إن السن لا تؤخر مؤخرا  ولا تؤخر مقدما، بل ربما عدل بجليل الأمور، ومهم الخطوب (الفتيان) لاستقبالهم إياها ، وسرعة حركاتهم، وحدة أذهانهم، وتيقّظ طباعهم، ولأنهم على بناء المجد أحرص، وإليه أحب وأحوج. وقد أخبر الله عزّ وجل عن يحيى بن زكريا عليهما السلام (أنه منح) الحكمة في سن الصبى فقال: {يَا يَحْيى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا} ، فلم يمنعه صغر سنه من أن أتاه الحكمة وأهّله لحملها والاستقلال بها بالكتاب والقوة. عن عطاء الخراساني قال: طلب الحوائج من الشباب، أسهل منه من الشيوخ؛ ألم تر إلى قول يوسف: {لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ} [يوسف: 92]. وقال يعقوب: {سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي} [يوسف: 98] والحقيقة أن الانفتاح العالمي المشهود الذي نعيشه اليوم من خلال الاتصالات والإعلام، له تأثير بالغ في حياة الناس، وخصوصا الشباب ،فقد يكون ذلك سببا لتقليد الشباب المسلم لعادات وتقاليد الغربين ، بما فى ذلك الغث منها ، متناسيا عاداته وتقاليده التى تربى عليها ، وهذا أمر جد خطير ، فقد يكون سببا فى ضياعه ، واخفاقه فى حياته ،فنجد الهيمنة واضحة عليهم فى اللباس ، والتصرفات، من متابعة الموضة ، وقصات الشعر، والمعرفة البليغة بالمغنى الفلانى، واللاعب الفلانى لدرجة معرفة أدق التفاصيل عن كل ما يتعلق بهم. ومرحلة الشباب تتميز بالتفتح الذهنى والقوه البدنية وخصب العاطفة، والأمل الواسع والحرص الشديد على الأخذ من كل ألوان الحياة بأكبر نصيب. والشباب بهذه الميزات قوة لا تعد لها قوة فى إخصاب الحياة ونموها إذا أحسن استغلاله. وقوله سبحانه: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِير}.قال ابن كثير رحمه الله: يخرج من بطن أمه ضعيفاً نحيفاً واهن القوى، ثم يشب قليلاً قليلاً، حتى يكون صغيراً، ثم حدثاً، ثم مراهقاً، ثم شاباً وهو القوة بعد الضعف، ثم يشرع في النقص، فيكتهل، ثم يشيخ، ثم يهرم، وهو الضعف بعد القوة، فتضعف الهمة والحركة والبطش، وتشيب اللمة، وتتغير الصفات الظاهرة والباطنة.

أهم أسباب التطرف لدى الشباب نجملها فيما يلى:

1- الفهم الخاطئ لمبادئ الدين الإسلامي وتعالميه.

2- الإحباط السياسي والاجتماعي التي يعيشها شباب هذا الجيل.

3- الخوف من المستقبل وبالخصوص في ظل الأوضاع السياسية والاقتصادية الغير مستقرة في منطقتنا.

4 ـ تراجع دور الأُسرة والمدرسة  5 ـ ضعف الوازع الدينيّ  6 ـ وسائل الإعلام  7 ـ الفراغ والبطالة  8 ـ قرناء السُّوء 9 ـ الكتابات المنحرفة  10 ـ الجهل

11ـ الفقر الشديد والثراء الشديد  12 ـ الحرية اللاّ مسؤولة   13 ـ نقص التجربة وغياب المعايير .

حمى الله مصر…شعبا ….وجيشا …. وأزهرا…

  

admin

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *