خلال فعاليات استراتيجية بناء الوعي 2021م بعنوان : “قراءة في تاريخ التطرف ومخاطره ”وزير الأوقاف : هناك مثقفون وصانعو ثقافة كتب : الشيخ محمد جابر
وضيوفنا اليوم يجمعون بين أنهم مثقفون وصانعو ثقافة ,, صناعة الفكر – صناعة الخبر – صناعة الكتاب – بناء استراتيجية الوعي
*****
قد تختلف مشاربنا الثقافية لكننا نجتمع على حب هذا الوطن .. الرابط الوحيد والقاسم المشترك الذي يمكن أن يَجمع المثقفين على اختلاف مشاربهم هو مصلحة هذا الوطن
بالتعاون بين وزارة الأوقاف والمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام انطلقت اليوم الاثنين 18/ 1/ 2021م فعاليات استراتيجية بناء الوعي 2021م تحت عنوان : “قراءة في تاريخ التطرف ومخاطره” ، بمقر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بحضور معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ، والأستاذ/ كرم جبر رئيس المجلس الأعلى للإعلام ، والأستاذ/ خالد ميري رئيس تحرير صحيفة الأخبار ، والأستاذ/ خالد صلاح رئيس تحرير صحيفة اليوم السابع ، والدكتور/ محمد الباز رئيس تحرير صحيفة الدستور، والإعلامي الأستاذ/ نشأت الديهي ، والأستاذ/ أحمد عطية صالح رئيس تحرير صحيفة اللواء الإسلامي ، والأستاذ/ عبدالعزيز عمران رئيس الإدارة المركزية للبرامج الدينية بالهيئة الوطنية للإعلام ، ونخبة من الأئمة والواعظات ، وبمراعاة كافة الإجراءات الاحترازية والتباعد الاجتماعي.
وفي كلمته خلال الندوة أكد معالي أ.د / محمد مختار جمعة وزير الأوقاف أن هذا يوم تاريخي في تاريخ المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ، بحضور هذه النخبة من المفكرين والمثقفين وصانعي الثقافة ، والرابط الوحيد والقاسم المشترك الذي يمكن أن يجمع المثقفين على اختلاف مشاربهم هو مصلحة هذا الوطن ، لأننا أمام تحد وطني كبير ، وأن اختلاف الناس سنة كونية من سنن الله تعالى ، فالكون يقوم على التنوع والاختلاف ، يقول تعالى : “وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ، إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ ” ، فالتنوع والاختلاف سنة ، لكن يجمع الجميع حب الوطن.
وأكد معاليه أن التطرف بطرفيه الحديين خطر ، سواء أكان تطرفًا يمينيًا أم يساريًا ، وتطرف اليمين غالبًا ما يكون عن سوء فهم أو عمالة أو سوء قصد ، ونفس القضية تنطبق على الفهم الخاطئ ، وواجبنا أن نصحح المفاهيم الخاطئة ، أما سيئو القصد فهؤلاء مستأجرون يخربون بيوتهم وأوطانهم بأيديهم عمالة أو خيانة لدينهم ووطنهم ، والمولاة لأعداء الوطن.
مؤكدًا أن المقاصد العامة للشريعة الإسلامية جامعة وشاملة لمصالح الدول ، فمصالح الأوطان لا تنفك عن صميم مقاصد الأديان ، وهدفنا جميعا أن نتحول من ثقافة النخبة إلى ثقافة مجتمع، مبينا أنه ينبغي التفرقة بين الثابت والمتغير ، وبين المقدس وغيره ، وكذلك التفرقة بين النص المقدس والشروح والحواشي غير المقدسة .
وخلال مداخلة أكد معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف أننا نتفق مع المؤسسات الإعلامية في المصلحة الوطنية حتى وإن اختلفت المشارب والأفكار ، مشيرًا إلى أن ما يتحمله الخطاب الإعلامي قد لا يتحمله الخطاب الديني ، فالمؤسسات الدينية تنأى عن ذكر الأشخاص أو الجماعات، فمنهجنا يجمع ولا يفرق ويبني ولا يهدم.
وخلال كلمته أكد الأستاذ/ كرم جبر أن الإسلام دين ودولة ، فالمسلم لا يكذب ، ولا يغتاب ، ولا يقتل ، وهذه الجماعة الإرهابية لم تتحالف مع أحد إلا وأحدثت معه صدامًا وتقسيمًا وتشتتًا ، وديننا الحنيف يغرس في نفوسنا المعاني السامية والراقية ، والمسلم الحق من تسكن بداخله هذه القيم والمبادئ . وبين سيادته أن الجماعات المتطرفة أرادوا أن يختزلوا الإسلام في سلطة أو حكم يريدون اعتلاءه ، وانقلبت هذه الجماعات المتطرفة وارتكبوا جرمًا عظيمًا في حق الإسلام باختزاله في صورة القتل والدماء ،
مؤكدًا أن الجهاد الروحي يختلف تمامًا عما سوقته تلك الجماعات بل هو محفز للإنسانية ، والمسلم الحق من يتصدى للجماعات الإرهابية ، وقد ترجمت السنوات الماضية تاريخ الجماعة الأسود الذي يقوم على التخريب والتدمير، مشيدًا بدور الأوقاف في كشف طبيعة هذه الجماعات وتفنيد أفكارها المتطرفة.
وفي كلمته أكد أ/ خالد ميري أهمية موضوع هذه الندوة لأجل بناء وحماية الوعي ، فلابد من أن يكون لدينا رؤية متكاملة لبلدٍ يحمل أقدم وأعرق حضارة ، فالوسطية والاعتدال جزء مهم من حضارتنا. وأكد أن الجماعات الإرهابية وصولًا بداعش صدَّرت إلى العالم كله زورًا وبهتانًا أن الإسلام دين الدماء والقتل ، مما جعل جميع المؤسسات الدينية تنبري للدفاع عن الدين الإسلامي الصحيح ، وقد بذلت جهدًا كبيرًا في نشر الأفكار الوسطية ومحاربة تلك الأفكار الخاطئة ، لاسيما الإسلاموفوبيا، وكان لوزارة الأوقاف دور بارز في التصدي لفكر الجماعات المتطرف.مؤكدًا أن هذا الدين هو دين التعارف وصاحب اليد البيضاء ، لأن كل الحضارات في العالم لم تصل إلى ماهي عليه إلا استنادًا لهذا الدين الحنيف، ودور الدعاة مهم في أن يستمر هذا الجهد ، خدمة لبلدنا وديننا.
وفي كلمته أكد أ/ خالد صلاح أن واعظات الأوقاف أدخلن في نفوس الحاضرين البشر والبهجة ، موجهًا الشكر لمعالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف على ما يقوم به من بناء وعي حقيقي في إعطائهن الفرصة في مجالات الدعوة وتزويدهن بالثقافة والوعي ، مؤكدًا أن واعظات الأوقاف يمثلن انتصارًا كبيرًا في معركة الوعي ، وأن وزير الأوقاف يخوض معركة مواجهة التطرف بشجاعة.
وفي كلمته أكد الدكتور/ محمد الباز أن سيادة الرئيس/ عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية (حفظه الله) قد دعا إلى تجديد الخطاب الديني أكثر من مرة في مناسبات عدة ، وتقوم وزارة الأوقاف بدور ملموس في هذه القضية ، مؤكدًا أن الدين جاء ليسعد البشرية. مشيرًا إلى أن مشكلة الوعي تكمن في أن الجماعات المتطرفة حاولت فرض رأيها على الناس ، زاعمين أن ما يقدمونه هو الدين الصحيح ، وغيره باطل ، داعيًا سيادته المجلس الأعلى للإعلام أن يقوم بدور أكبر مع مؤسسات الدولة لتصحيح هذه الصورة المغلوطة ، وموضحًا أن الحياد مع هذه الجماعات يتنافى مع الوطنية وحب الوطن.
وخلال مداخلته أكد الإعلامي الكبير الأستاذ/ نشأت الديهي أن كتاب : “هؤلاء هم الإخوان” الذي طبعته وزارة الأوقاف ممثلة في المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ووزارة الثقافة ممثلة في الهيئة المصرية العامة للكتاب قد كشف قبح وجه هذه الجماعة وتاريخها الأسود ، داعيًا سيادته إلى تداول هذا الكتاب بصورة واسعة حتى يظهر تاريخ الجماعات الإرهابية ، مشيرًا إلى أن معالي الوزير استعاد الخيط الذي سبق لكبار مشايخ الأزهر نسجه ، ففي عام 1954م طالب فضيلة الإمام الأكبر/ حسن مأمون شيخ الأزهر رئيس الوزراء بحل جماعة الإخوان الإرهابية ، فالموضوع كبير وقديم جدًا ، فالشكر والتقدير لمعالي الوزير على هذه المبادرة. .