فن التعامل مع الأزمات … بقلم / وليد عماشه مدرس العلوم الشرعية بمعهد فتيات بهوت الإعدادى الثانوى

فن التعامل مع الأزمات … بقلم / وليد عماشه مدرس العلوم الشرعية بمعهد فتيات بهوت الإعدادى الثانوى
وليد-عماشة-1
وليد-عماشة-1

لا يكاد يخلو مجتمع من المجتمعات من الأزمات ، فمنذ بداية الخليقة والعالم يموج بالفتن والأزمات ، أزمة تلو أخرى سواء على المستوى الشخصى أم المستوى العام ، والتاريخ يزخر بالشواهد والأدلة على ذلك ، وآخر تلك الأزمات العالمية أزمة (كورونا) الناس تجاه الأزمات صنفان :- الأول :- صنف يتعامل مع الأزمة على أنها أصبحت واقعا فيتعامل معها بحكمة وعقل فيقابلها برضى وتسليم ولا ينفعل تجاهها فيحفظ لسانه ويقبل على شانه كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( على العاقل أن يكون بصيرا بزمانه ، مقبلا على شأنه ، حافظا للسانه ) رواه ابن حبان ، ويترك الأيام تبين صدق نواياه واضعا نصب عينيه قوله تعالى ( وما عند الله خير وأبقى…) الشورى (36 ) فهو بذلك كالثمرة الطيبة يرميها الناس حتى تسقط وهى عالقة فى الهواء مسلمة أمرها لله. الثانى :- صنف يتعامل مع الأزمة بحماقة لاغيا عقله متمثلا البهائم تحكمه الشهوات والأغراض الدنيئة لاهم له سوى القاء التهم بالباطل دون دليل يظن أن فى ذلك بطولة تضاف إلى سجل بطولاته الزائفة والتى إن وجدت فبفضل من حوله كلاعب الكرة الذى يرمى بها فى الشباك فلولا براعة فريقه ما كان ليذكر ولنا فى حادثة الإفك العظة والعبرة ، فالصنف الثانى من الناس حاولوا اشعال نار الفتنة بين المسلمين ، فالسيدة عائشة هى زوج رسول الله وبنت أبى بكر الصديق صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكن رسول الله بحكمته استطاع أن يجتاز تلك الأزمة حيث تعامل معها بعقل وروى فآثر الصمت حتى يتبين فحفظ لسانه وأقبل على شأنه ، فعلى العاقل أن يتثبت أولا قبل نشر وإشاعة الأخبار وصدق الله حيث قال ” ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم ” النور ( 16 ) دخل رجل على عمر بن عبدالعزيز رحمه الله فذكر له عن رجل شيئا ، فقال له عمر: إن شئت نظرنا فى أمرك ، فإن كنت كاذبا فأنت من أهل هذه الآية ” ياأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ” الحجرات ( 6 ) وإن كنت صادقا فأنت من أهل هذه الآية ” هماز مشاء بنميم ” وإن شئت عفونا عنك ، فقال : العفو يا أمير المؤمنين لا أعود إليها أبدا. وقد جاء على لسان الحكماء ” قبول السعاية شر من السعاية ، لأن السعاية دلالة ، والقبول إجازة ، وليس من دل على شيئ فأخبر به كمن قبله وأجازه ، فاتقوا الساعى ، فلو كان صادقا فى قوله لكان لئيما فى صدقه ، حيث لم يحفظ الحرمة ولم يستر العورة ” حفظ الله مصر شعبا… وجيشا…وأزهرا

admin

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *