الهدى النبوى فى التعامل مع الأوبئة ….. بقلم :- وليد عماشه _ مدرس العلوم الشرعية بمعهد فتيات بهوت الإعدادى الثانوى
من المعلوم أن عقيدة المؤمن التى لا تتغير ولا تتبدل تكمن فى أن الذى يصيب الإنسان ويبتليه هو الله وحده وأنه سبحانه بيده الترياق والشفاء ، وأنه لا يصيبه إلا ماكتب له ، ولذلك لا ينفعه التوتر والاضطراب والهلع من الموت أو محاولة الفرار منه لأن الأمر بيد الله قال الله ( قل لن ينفعكم الفرار إن ففررتم من الموت أو القتل ..) الأحزاب (16) وقال تعالى ( قل لو كنتم فى بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم….) آل عمران (154) وقال تعالى ( أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم فى بروج مشيدة …) النساء (78) ومع ذلك فالأخذ بالأسباب الوقائية حتم لازم على كل فرد من أفراد المجتمع وقد قال عمر حين قيل له ” أفرار من قدر الله ؟ قال نفر من قدر الله إلى قدر الله ” وقد قال صلى الله عليه وسلم ” فر من المجزوم فرارك من الأسد ” أخرجه البخارى وقال ” لا يورد الممرض على المصح ” رواه البخارى ومسلم وقد نهى النبى صلى الله عليه وسلم عن الخروج من الأرض التى يقع فيها الطاعون والخروج منها وهذا ما دعى اليه الطب الحديث وعلماء الفيروسات والأوبئة فعن سعد بن مالك رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” إذا كان الطاعون بأرض فلا تهبطوا عليه وإذا كان بأرض وأنتم بها فلا تفروا منه” رواه أحمد فى مسنده ولقد جعل الشرع الحنيف من أهم مقاصده حفظ النفس فقال تعالى ” ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا” المائدة 113 ولقد أفتى مركز الأزهر العالمى عبر صفحته على الفيسبوك بحرمة مخالفة الإرشادات الطبية والتعليمات الوقائية التى تصدر عن المسئولين والأطباء لما فى ذلك من تعرض النفس والغير لمواطن الضرر والهلاك قال صلى الله عليه وسلم ” لا ينبغى للمؤمن أن يذل نفسه قالوا وكيف يذل نفسه؟ قال : يتعرض من البلاء لما لا يطيق ” أخرجه الترمذى
أسأل المولى سبحانه أن يرفع عنا الغلاء والوباء ، وأن يكفينا الفتن ما ظهر منها وما بطن . اللهم آمين