المفكر ” ناجح ابراهيم ” يكتب
لا أدري كيف أشكر د/كمال حبيب علي كلماته في الدفاع عن العبد الفقير إلي الله,وتفضله بنشرها في موقعه علي الفيس,وها نحن نعيد نشرها شكراً له ومحبة فيه,مع التنويه أن دار الإفتاء المصرية نفسها فرقت بين طلب الرحمة والاستغفار,كما أن أكثر المعلقين عليًّ لم يفرقوا حتى اليوم بين المشركين الذي منعت الشريعة الزواج من فتياتهم وبين أهل الكتاب من اليهود والمسيحيين الذين أباحت الشريعة الزواج منهم وعاملتهم معاملة مختلفة عن المشركين فقد أباحت الشريعة الغراء أن يكون هناك رأسان من دينين مختلفين علي وسادة واحدة وبينهما ذرية وأمشاج مشتركة,ويحل لنا ذبائحهم بعكس المشركين,وطعامهم حل لنا وطعامنا حل لهم,وللأمور تفصيلات كثيرة يضيق عنها المقام,فمع كلمات الأخ الحبيب والصديق د/كمال حبيب وله تحياتي وأشواقي,وهذا هو نص المقال:كتب الصديق الدكتور ناجح ابراهيم عبداللهمقالا عن أحد القسس الإنجيلين واسمه باقي صدقه وشرح شيئا من تاريخه الذي لمسه وتابعه في أسيوط وشهد بذلكوأثار المقال مسألة الترحم علي أمثال هذا القس المحب للإسلام وإن كان لم يؤمن به .وخرج مجادلون يرهقونه بأذاهم اللساني والجدالي حتي أرهقوه ووسموه بالنفاقولقد عاشرت ناجح إبراهيم زمنا طويلا يخدم الناس في السجن يطوف عليهم كالنحلة بلا توقف يعطيهم عصاره خيره من علم الطب وعلم الدنيا ، وأنا ممن يقرأون الوجوه وممن رزقهم الله القدرة علي التوسم والفراسه فكنت كلما نظرت إلي وجهه رأيت نور الإيمان يسطع منهولقد دخلت بيته ، وأجواء الإيمان اللطيفة تغرقه في أنوارها ، وتابعت كثيرا من حواراته وجدال المجادلين له ورأيته أكثر الناس عفة في النفس وكمالا في مكارم الأخلاق حتي إنني أعجب من ذهوله عن نفسه ذهولا محيرا واهتمامه بالحق وبالله سبحانه وقدر اهتمامه بالخلق يكون بقدر ما يرضي الحق والرب سبحانه وتعاليمن أطلق عليهم ” حراس العقيده ” أرهقوه جدا ودخلت لأناقشهم وأذود عن الرجل وخرج لي هؤلاء الحراس يقولون إن الرجل قد حاد عن طريقهم الذي رسموه للناس وإلا غضبوا عليهم وزادوهم رهقا من جدالهم وإكراه الناس علي ما يريدون بحجة أن هذا هو الدين الصحيح وأنه لا يجوز الترحم علي من مات من غير المسلمينوفي القرآن الكريم آيات محكمات مثل ” لا إكراه في الدين ” ومثل ” لاينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين “ومعني البر والقسط هنا أي الإحسان إليهم وعدم ظلمهم في التعامل معهموقد كتب العلماء السابقون في أحكام أهل الذمه كابن القيم فأفردوا لهم المجلدات وقد كانت مساءلهم يتم تضمينها الكتب لا تستقل بمصنفات وحدها من قبل كما في كتب الخراج والأموال لأبي عبيد القاسم بن سلاموفيها بر بهم وقسط إليهمثم تغيرت نظم الاجتماع منذ منتصف القرن التاسع عشر والتنظيمات الخيريه ذات الطابع الإصلاحي في الدولة العثمانيه وألغيت الجزيه في مصر عام 1856 وصارت الهيئات والمؤسسات والدواوين مختلفه عما كان في الاجتماع القديموكان حاخام اليهود منذ محمد الثاني يمثل اليهود ضمن نظام الدوله وبمرتبه رئيس الوزراء وكذلك كان البطريرك الذي يمثل المسيحيين في المرتبة الثالثه بعد شيخ الإسلامومع تغير نظم الاجتماع وشكل المؤسسات القديمه وطبيعة التحديات التي تواجهها الأمم والمجتمعات وأهمها تمتين العلاقات بين العناصر المكونه لها من المسلمين وغيرهم من المسيحيين فإن عادات الناس في هذه المسأله تُؤخذ في الاعتبار والمعروف عرفا كالمشروط شرطا ومن ثم فتعزيتهم والمشي في جنائزهم والترحم علي موتاهم وتهنئتهم بأعيادهم ممن لا يُعرف منه كيد للإسلام وعداء له يدخل في ذلك المعنيسيتسدل بقوله تعالي ” ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربي من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم ” وهنا المشرك الوثني الذي لم يكن مقبولا منه سوي السيف أو الإسلام ” تقاتلونهم أو يسلمون “وعلي مستوي العالم لم يعد هناك دار للإسلام ودار للحرب وإنما العالم أصبح دارا واحدة الإنسان المسلم هو حامل الإسلام وإيمانه وفهمه لواقعه هو الذي يحدد له ما يأتيه ويدعه وهناك تداخل هائل بين وجود المسلمين وغيرهمالاستشهاد إذن باجتهادات العلماء القديمه لم يعد ملائما للوضع ا لجديد لنظام الاجتماع المختلف والذي يفرض تغليب معني البر والقسط مالم يتصادم مع صريح الآيات القطعيهنحن هنا نتحدث عن مجال المعاملات وليس مجال العقائد فالمسلم يتزوج من غير المسلمه الكتابيه وليس معقولا أن يعاملها بما هو موجود في بعض كتب الفقهاء وإلا ما كان الإسلام أباح ذلك الزواج أصلا الذي يفترض الموده والرحمه ومن الرحمة أن يسأل لها الرحمة حين تموتوقد بينت أن الرحمة بينها وبين الاستغفار فروق ، وحين يسألونني من سلفي في هذه القصة أقول لا سلف لي فيها يا سيدي أنا منشئها وأول من تكلم بها وإن كان هناك بالقطع من سبقني إلي ذلكما يستجد من مسائل التعامل وقواعده يحتاج لاجتهاد جديد ليس شرطا أن يكون هناك سلف لك .آمل أن تكون التعليقات مفيده وفي صلب الموضوع