” كيف نحتفي بمولد المسيح؟” بقلم : د . ناجح ابراهيم

” كيف نحتفي بمولد المسيح؟” بقلم : د . ناجح ابراهيم

كتب د/ناجح إبراهيم مقالاً بعنوان”كيف نحتفي بمولد المسيح؟”وتم نشره في جريدة المصري اليوم الجمعة وهذا هو نص المقال:كيف نحتفي بمولد المسيح؟بقلم د/ناجح إبراهيم· حذر المسيح عليه السلام من إدانة الناس بغير حق أو اتهامهم بغير دليل فهتف في البشرية”لا تدينوا أحداً لأنكم عميان لا تبصرون الحق”.· وحذر من مقدمات الزنى وخاصة النظرات المحرمة:- فهتف”كل من ينظر إلي امرأة يشتهيها فقد زنى في قلبه”بل قال”إن كانت عينك تعسرك فاقلعها وألقها عنك”وهذا فيه مجاز معروف.· وحذر من العدوان والسرقة وأكل أموال الناس بالباطل فقال”إن كانت يدك تعسرك فاقطعها وألقها عنك”.· وجعل ترك الشهوات المحرمة والأغراض الدنيئة شرطاً في اتباعه والسير خلفه”اتركوا أجسادكم واتبعوني”.· وجعل اتباع وصاياه شرطاً أساسياً لمحبته”إن كنتم تحبوني فاعملوا بوصاياي”,فالمحبة ليست ادعاءً.· وحث علي الرحمة باعتبارها أهم خلق لا تطيب الحياة بدونه فقال”طوبي للرحماء”وقال”كونوا رحماء كما أن أباكم رحيماً”وهي تشبه”الناس عيال الله”في الحديث الشريف فالأبوة هنا مجازية فهم خلقة وعياله وعباده.· وحث علي الإصلاح بين الناس”طوبي للمصلحين بين الناس”.· وحذر من الشهوات المحرمة فقال”لا تنغمسوا في شهوة الجسد”.· وحث علي”الحب”أعظم فضيلة في الكون والتي تنبثق منها كل الفضائل وأطلق صيحته الرائعة الخالدة”الله محبة”وكأنه يهتف في الكون من لا يعرف المحبة فلن يعرف الله ولن يعبده حقاً.· ونهي عن مواجهة الشر بالشر والسيئة بالسيئة بل أمر بدفع السيئة بالحسنة فقال”لا تقاوم الشر بالشر بل أغلب الشر بالخير”.· ومدح التواضع والمتواضعين والمساكين والضعفاء حتى وإن قذفهم الناس بالحجارة”طوبي للمتواضعين في الدنيا””طوبي للذين يجوعون ويظمأون خشوعاً”.· ومدح صانعي الخير والمعروف فلولاهم لأظلمت الدنيا وهلك الفقراء واليتامى والمعوقون فقال”طوبي للذين يعملون الخير أصفياء الله يدعون”إنهم حقاً يا سيدي أصفياء الله بما نشروا من الخير وبذلوا من المعروف.· وحث علي الصبر والحلم وتحمل الأذى والأناة فقال”طوبي لكم إذا حُسدتم وشُتمتم وقيل فيكم كل كلمة قبيحة كاذبة حينئذ فافرحوا وابتهجوا فإن أجركم قد كثر في السماء”.· وحارب الرياء والتسميع بضراوة لأنهما خصوم الإخلاص وهو سر الدين كله فقال غاضباً”يا عبيد الدنيا تحبون أن يقال فيكم ما ليس فيكم وأن يشار إليكم بالأصابع,يا عبيد الدنيا تحلقون رءوسكم وتقصرون قمصكم,وتنكسون رءوسكم ولا تنزعون الغل من قلوبكم,يا عبيد الدنيا مثلكم كالقبور المشيدة يعجب الناظر ظهرها وداخلها عظام الموتى مملوءة بالخطايا”.· آه,إنها كلمات نارية غاضبة تفضح كل من يتخذ الدين سلماً للدنيا أو بابا للهوى أو لأغراض دنيئة,فالدين أشرف من ذلك,ومن وصل إلي الدنيا بالدنيا فهو أشرف وأسلم ممن اتخذ الدين سلما لشهواته.· والمسيح أعظم من دشن فضيلة الإحسان التي هي فوق العدل وأسمي منه فقال”أحبوا أعداكم وباركوا لاعنيكم وأحسنوا إلي مبغضيكم وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم”.· آه,ترى من يقدر علي هذا المقام السامي من هذه البشرية الغارقة في الظلم والبغي والعدوان وأكل أموال الناس بالباطل,هذا صعب يا سيدي إلا علي نفوس تشربت الفضيلة منذ نعومة أظفارها.· هتف المسيح “من أخذ السيف بالسيف هلك” وكأنه يردد مذهب ابن آدم الأول”لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ”لماذا”إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ”,فمن واجه الشر بالشر هلك.· وأمر بالتوحيد الذي جاء به كل الرسل”لا تكن لله إلهة أخرى لا تقتل ولا تزن ولا تسرق”إنها الرباعية الكبرى في كل الرسالات التي لم يقصر رسول في بلاغها.· سيدي المسيح عليك السلام,هذه هي وصاياك,وهذه هي البشرية التي خاطبتها تريد إصلاحها منذ عشرات القرون,وهي تدعي محبتك وتزعم وصلك وقد قلت يا سيدي”إن كنتم تحبونني فاعملوا بوصاياي”ورسالتك يا سيدي ليست لطائفة من البشر دون أخرى,ولكنها للكون كافة,فماذا صنع البشر في عصرنا مع وصاياك.· تأملهم يا سيدي .. جنون ثلة منهم يقصفون هيروشيما ونجازاكي بالقنابل الذرية فيقتلون مئات الآلاف في لحظة,تأملهم سيدي, تأملهم وقد أشعلوا حربين عالميتين قتل فيهما 60 مليوناً,تأملهم وهم يقتلون مليون جزائري بلا جريرة ولا ذنب,تأملهم وهم يسرقون أحلام وأموال الشعوب التي استعمروها,تأملهم وقد تخلوا عن رسالتك واتخذوا من الإلحاد والعلمانية الشاملة دينا بديلاً عن دينك.· رسالتك يا سيدي ليست للمسيحيين فحسب بل هي صالحة للناس جميعاً,وصية واحدة من وصاياك كافية لإصلاح الكون,كلمة واحدة من كلماتك كفيلة بإضاءة هذه الظلمات التي تظلل دنيانا.· يا سيدي ما أحوج المسلمين والمسيحيين واليهود والبوذيين والعلمانيين والجميع لوصاياك,فقد أكلت الشهوات والمظالم والمفاسد الأرض إلا من عصم الله وهم قليل,يا سيدي رسالتك خالدة ولكن أكثر أهل الأرض لا يستحقونها.· يا سيدي لو نزلت إلي الأرض ورأيت حفلات الشذوذ وبيوت الدعارة ومخيمات اللاجئين في كل مكان وتقنين زواج المثليين والانحياز الأعمى للمحتلين,لأحزنك وضع البشرية البائسة التي تنكرت لمبادئك ووصاياك.· هل هؤلاء يحبون المسيح حقاً ويحتفلون بمولده في كل مكان؟أم أنهم يخدعون أنفسهم,فالله لا يخادع.

admin

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *