فيتامين د هو عنصر غذائي أساسي لصحة العظام والجهاز المناعي والصحة العامة، وعلى الرغم من أن العديد من الأفراد يعانون من نقص فيتامين د، فإن الإفراط فى تناول المكملات الغذائية يشكل مخاطر جسيمة، لذلك فإن فهم الكمية التي يجب تناولها ومعرفة متى يكون الشخص معرضًا لخطر الجرعة الزائدة يقلل بشكل كبير من المخاطر المحتملة، وفقًا لتقرير موقع “تايمز أوف انديا”.
ما دور فيتامين د في الجسم؟
فيتامين د هو فيتامين قابل للذوبان في الدهون، يساعد الجسم على امتصاص الكالسيوم والفوسفور، وهما ضروريان لعظام وأسنان قوية، كما يلعب دورًا في وظيفة المناعة، حيث يساعد الجسم على محاربة العدوى والأمراض، كما يدعم قوة العضلات وتنسيقها، وتنظيم الحالة المزاجية ويرتبط بانخفاض خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق، كما يساعد على تنظيم ضغط الدم والوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية، ويمكن للجسم الحصول على فيتامين د من ثلاثة مصادر رئيسية، وهي ضوء الشمس، والأطعمة مثل الأسماك الدهنية، وصفار البيض، ومنتجات الألبان المدعمة، والحبوب، والمكملات الغذائية.
وفي حين أن نقص فيتامين د يمكن أن يسبب مشاكل صحية خطيرة، فإن الإفراط في تناوله من المكملات الغذائية يمكن أن يكون خطيرًا بنفس القدر.
ما الجرعة الموصى بها من فيتامين د؟
الجرعة اليومية الموصى بها من فيتامين د تختلف من شخص لآخر حسب العمر والحالة الصحية، ويمكن تصنيف مستويات فيتامين د في الجسم إلى أربعة نطاقات رئيسية:
يعتبر المستوى الأقل من 20 نانوجرام/مل ناقصًا، مما يشير إلى نقص فيتامين د، مما قد يؤدي إلى ضعف العظام ومشاكل صحية أخرى.
ويقع النطاق الأمثل بين 20-50 نانوجرام/مل، مما يضمن وجود فيتامين د الكافي لصحة العظام ووظيفة المناعة.
وتعتبر المستويات بين 50-80 نانوجرام/مل مرتفعة لكنها لا تزال آمنة، وغالبًا ما تُرى في الأفراد الذين يتناولون المكملات الغذائية لحالات صحية معينة.
وتعتبر المستويات أعلى من 100 نانوجرام/مل من فيتامين د “سامة”، مما يزيد من خطر فرط كالسيوم الدم وتلف الكلى ومضاعفات صحية خطيرة أخرى، ويمكن أن يؤدي تجاوز 4000 وحدة دولية يوميًا لفترة طويلة إلى التسمم، وقد يحتاج بعض الأشخاص، مثل أولئك الذين يعانون من نقص حاد، إلى جرعات أعلى تحت إشراف طبي، ولكن الإفراط في الاستخدام على المدى الطويل يمكن أن يكون ضارًا.
ماذا يحدث عند تناول كمية زائدة من فيتامين د؟
زيادة الكالسيوم في الدم
فيتامين د قابل للذوبان في الدهون، مما يعني أن الكميات الزائدة منه يتم تخزينها في الجسم بدلاً من إفرازها عن طريق البول، وبمرور الوقت، يمكن أن تؤدي المستويات العالية منه إلى التسمم، المعروف باسم فرط فيتامين د، ويأتي الخطر الرئيسي من زيادة امتصاص الكالسيوم، والذي يمكن أن يسبب مضاعفات صحية مختلفة.
وزيادة الكالسيوم في الدم تعتبر من أكثر المخاطر التي قد تنتج عن الإفراط في تناول فيتامين د، وهي الحالة التي ترتفع فيها مستويات الكالسيوم في الدم بشكل خطير، وتشمل الأعراض الغثيان والقيء والضعف والتعب والتبول المتكرر والعطش والارتباك وصعوبة التركيز وآلام العضلات وعدم الراحة في العظام.
زيادة فيتامين د تضر بالكلى
يمكن أن يؤدي ارتفاع نسبة الكالسيوم في الدم إلى إجهاد الكلى، ما يؤدي إلى تكون حصوات الكلى أو ترسب الكالسيوم في الكلى، وقد يؤدى هذا إلى آلام شديدة، ووجود دم في البول، والتهابات متكررة في المسالك البولية، وانخفاض وظائف الكلى، والفشل الكلوي المحتمل.
زيادة فيتامين د تؤدي إلى التكلس
يمكن أن يؤدي ارتفاع نسبة الكالسيوم في الدم إلى تكلس الأوعية الدموية، حيث يتراكم الكالسيوم في الشرايين، مما يزيد من خطر ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والسكتة الدماغية، ويزيد من خطر الإصابة بتصلب الشرايين، ويجب على كبار السن والأشخاص الذين يعانون من حالات قلبية موجودة أن يكونوا حذرين بشكل خاص مع مكملات فيتامين د.
الجرعات العالية من فيتامين د قد تؤثر على الحالة المزاجية
يمكن أن تؤدي التسممات الشديدة بفيتامين د إلى مشاكل عقلية وإدراكية، مثل الارتباك وصعوبة التركيز، والاكتئاب والقلق، وتقلبات المزاج والأرق، ويمكن أن تتفاقم هذه الأعراض بمرور الوقت إذا لم تتم معالجة التسممات.
متى يجب التوقف عن تناول فيتامين د؟
إذا كنت تعاني من أي من الأعراض السابقة، يجب التوقف عن تناول مكملات فيتامين د بعد استشارة الطبيب، ولعل أفضل طريقة لتحديد ما إذا كنت تتناول الكثير من فيتامين د هي من خلال فحص الدم 25-هيدروكسي فيتامين د (25(OH)D)، فإذا كانت مستوياتك أعلى من 100 نانوجرام/مل، فتوقف عن تناول المكملات على الفور.