في بيتنا لبنان المؤرخ : موفق بيومى

(1) مقدمة

قبل أربعين عاما كاملة أي عندما كنت في السابعة عشر من عمري بدأت محاولاتي لإكمال ما بدأه المرحوم والدي من توثيق تاريخ المنيا .. كانت تجربتي الأولى في إجازة صيف عامي الدراسي الأول بالجامعة التي إلتحقت بها و أنا في السادسة عشرة من عمري ،

كانت التجربة الأولى تحت إشراف أبى متعلقة بجمع المادة الخاصة بأسماء الشوارع و الميادين و الحارات و الأزقة .. لفت نظري قرابة عشرين إسما مختلفا لهم بعض الخصوصية كان منهم ( حارة معلوف ) في قلب المدينة القديمة الخلابة المبهرة بقصورها و بناياتها و أسواقها و حماماتها و وكالاتها التي يعود جزء غير قليل منها — بإعتبار ما كان و قبل الهدم الممنهج و المنظم لكل ما هو جميل في مصر —

إلى القرنين الثامن و التاسع عشر .. كان إسم معلوف باعثا لي أن أبحث في سر تواجده لإكتشف أنه لإحدى العائلات المنياوية الأصيلة و العريقة ذات الجذور الشامية و تحديدا اللبنانية و أكثر تحديدا و دقة من زحلة و التي إستقرت بالمنيا في عهد الوالي سعيد باشا عام 1855 .. قادني — فيما بعد — كتاب الدليل العصري في أعيان القطر المصري ، الجزء الخاص بالمتيا منه و كذلك تعدادات السكان إلى حصر الجالية الشامية بالمنيا سواء السورية منها أو اللبنانية و هو الذي شجعني بعدها بربع قرن و تحديدا عام 2003

إن اتوسع في دائرة البحث لتشمل المصريين ذوي الاصول اللبنانية على وجه العموم و ها أنا اليوم و بالتوازي مع أحداث التفجير اللبناني المفزع أنتهي من دراستي ( في بيتنا لبنان ) و التي تتعرض للعائلات و الشخصيات و المباني و الأماكن و السينما التي تواجد فيها اللبنانيون وإلى لقاء .