ادم خضر/ يكتب : القـضـيــة
خاب وخسر من ظن سوءًا أن المقاومة الفلسطينية مجرد مجموعة من المسلحين وأنها حتمًا ستندثر، وخاب وخسر من أفتى بأنهم على ضلال وأن ما يفعلونه غير جائز، أيًا كان صاحب هذا القول وتلك الفتوى فهو لا يعلم عن التضحية ولا عن تاريخها شيئًا، ولم يتذوق حلاوة البسالة والإقدام، فلو كانت المقاومة مجرد مجموعة من المسلحين، لما استجارت دولة الاحتلال بأكبر دول المعمورة تطلب منهم المساعدات العسكرية والخطط البديلة نتيجة لفشل خططها، وقد أعلنوا مئاتِ المرات عن نيتهم لاجتياح غزة برًا، فلماذا لم يدخلوها؟
ولو كانت المقاومة مجرد ثلة قليلة من المسلحين الغير متدربين على فنون الحرب والقتال، فلماذا استعانت دولة الاحتلال بأمهر الخبراء العسكريين في العالم لتدعيمهم في القضاء على المقاومة؟، وبالرغم من المجازر التي تصنع في غزة يومياً، إلا إن الحرب لم تضع أوزارها بعد، وما زال الأبطال يضربون فوق الأعناق، مازالوا يحطمون الدبابات الصلبة، ويخترقون الخطوط المنيعة، وما زالت خطب الملثم تقذف في قلوبهم الرعب وتطرح في قلوبنا الأمـل.
وأما من يفتي بأن ما تفعله المقاومة غير جائز وباطل فهو في مصاف الساذجين، تناسى تمامًا أن كل حركات التحرر في العالم العربي كانت بداياتها مقاومة ونهايتها حرية، تناسى عمر المختار؛ شيخ الشهداء والمجاهدين، وأسد الصحراء الذي أعطى للاحتلال الإيطالي درسـًـا في الجسارة والإقدام، وذهبت روحه فداءً لوطنه، وبرهن ببأسه أن الأوطان لا تترك بهوادة، وأن النضال لا يضيع سدى.
تناسى الأمير عبد القادر الجزائري، الذي قاوم الاستعمار الفرنسي لمدة خمسة عشر عامًا، ممتطيـًا جواده، شاهرا سيفه، لا يكترث بالقوة الغاشمة التي تواجهه، متصديا لغاراتهم الجائرة، وأنزل بهم شر الهزائم، وأحبط مرادهم ومبتغاهم، ومصر… كيف تحررت مصر إلا بكفاح طويل بدأه عرابي والنديم وأنهاه الضباط الأحرار، فإن كانت المقاومة باطلة ولا تجـوز، فقل لي إذًا كيف تتحرر الشعوب؟!