أنور ابو الخير.. يكتب : التسامح من أجل الوطن

أنور ابو الخير.. يكتب : التسامح من أجل الوطن

تعيش مصر اليوم أحلك الظروف وأصعبها مع قرب الانتخابات الرئاسية حيث تزداد المشاكل والتحديات التي تواجه حاضر الأمة وتهدد مستقبلها وتتكثف المخططات الأجنبية التي تستهدف أمن ومقدسات وثوابت وثروات أمتنا ولعل مما يزيد من هول هذه المخاطر والتحديات انها تأتي في حقبة زمنية تمتلئ في بلاد المسلمين ومجتمعاتهم الفتن والفرقة والانقسامات الداخلية التي تزيدنا جميعاً تراجعاً وضعفاً وابتعد المسلمون عن التوجيه القرآني الصريح الذي يحثنا إلى الاعتصام بحبل الله المتين والاستناد إلى مفهوم الأمة الواحدة
إذ يقول الملك الحق سبحانه وتعالى في كتابه {واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم} فنحن كشعب مصر نريد مبادرة وطنية لتنقية الأجواء وتصفية النفوس والنوايا وإنهاء ملفات الخلافات والاختلافات فى وجهات النظر أو الخصومات والتراشقات وإزالة أسباب الاحتقان فى جميع المجالات المختلفة نريد التأكيد على توحيد الصف والحفاظ على الاصطفاف الوطنى لمواجهة الأزمات الاقتصادية وارتفاع هاجس الأسعار وترويج الأكاذيب والشائعات وحملات التشكيك والتشويه التي تمر بها مصر نحتاج أن نكون دائماً على قلب رجل واحد لأنه السلاح المهم والقوى فى مواجهة المؤامرات والمخططات التى تستهدف بلدنا لضرب مسيرتها نحو البناء والتنمية والتقدم وفك اصطفاف ووحدة شعبها من خلال حملات ممنهجة للأكاذيب والشائعات والتشكيك والتحريض وإطلاق دعوات الهدم من قبل أعداء مصر وأدواتهم من الخونة والمرتزقة باختصار هناك محاولات خبيثة لتفكيك لحمة الشعب المصري وتلاحم ثورة يونيو التى أسقطت المشروع الشيطانى لإسقاط مصر وبما أن الشيطان ماض فى غيه ولديه إصرار على تحقيق أهدافه الخبيثة وجب علينا أن نكون أكثر وعياً وفهماً ووحدة واصطفافاً ولا نترك للشيطان فرصة للنفاذ إلى عمقنا أو عقولنا ونهدر أوقاتنا فى خلافات شخصية لا نريد لها أن تصل لعداوة أو قطيعة أو مشاحنات لذلك علينا أن نبادر بإنهاء هذه الخلافات والاختلافات فى وجهات النظر بدوافع وطنية ومراعاة لمصالح مصر العليا وحتى نتفرغ جميعاً لمجابهة التحديات التى تأتينا من كل صوب وحدب ومحاولات ضرب وحدتنا ومشروعنا من خلال رغبات مسمومة لهدم النجاحات والإنجازات التى تحققت وإشاعة الفوضى لكننا لابد جيداً أن نثق فى أنفسنا أننا أصبحنا أقوى من أى وقت مضي ليس فقط بما حققناه من بناء وتنمية وتقدم ومكانة حتى بتنا نقف على أرض صلبة ولكن لأن قوتنا تكمن فى اتحادنا وكوننا على قلب رجل واحد خلف قيادتنا السياسية الوطنية المستهدفة بحملات ضارية من أعداء مصر وأدواتهم من الخونة والطابور الخامس لأن هذه القيادة الوطنية تحسدنا عليها دول كثيرة فى العالم ويستهدفها أعداء مصر لأنها ببساطة سر قوتنا وتقدمنا والتى تقف بشجاعة وحكمة أمام محاولات الابتزاز والاملاءات فليس لدينا وقت نهدره فى خلافات واختلافات شخصية لاطائل ولا عائد منها ولاتحقق مصلحة الوطن فى هذا التوقيت خاصة أن الطفيليات البشرية عاودت الظهور من جديد ترتدى عباءة الإصلاح زوراً وبهتاناً وكأن الشيطان يمكن أن يعظ ويدلنا على طريق الخير ظهور هذه الطفيليات لم يأت بأمرها أو إرادتها ولكنه جاء بفعل تعليمات قوى الشر التى تسعى للنيل من مصر بسبب مواقفها الشريفة التى تكشف رفضها التنازل عن ثوابتها الراسخة ورفضها للابتزاز والإملاءات والاستقطاب فمصر لا ترى إلا مصالح شعبها ولديها قيادة وطنية تجسد الشموخ المصرى والندية ولا تخشى فى مصلحة الوطن أى تهديدات أو مؤامرات أو استهداف أو مساس بخطوطها الحمراء
فنحن جميعاً مطالبون اليوم بالترفع وإنكار الذات والنظر إلى مصلحة الوطن الذى يواجه تحديات فى الداخل والخارج ويخوض حرباً شاملة ضد التحديات
سواء فى مواجهة تداعيات الأزمة العالمية الاقتصادية و أرتفاع الأسعار أوطوفان الأكاذيب والشائعات والتشكيك والتحريض ومعركة الوعى التى يجب أن نطمئن على نجاحنا فى بناء الوعى الحقيقى أولاً بأول حيث اننا مازلنا نواصل مسيرة البناء والتنمية وبنا مصر الحديثة ولدينا عمل كثير ولا يجب أن نهدر طاقتنا فى أمور لا تسمن ولا تغنى من جوع تبعدنا عن تركيزنا خاصة فى ظل الهجمة الشرسة على مصر مع قرب الانتخابات الرئاسية لمصر بعد أن طفت على السطح تمهيداً لها طفيليات بشرية عفنة من المرتزقة والعملاء الذين يتقاضون الملايين من التمويل الأجنبى لأداء طقوس الخيانة فى معابد التنازل عن الشرف والرجولة لذلك مهما فعلت مصر من خيرلهؤلاء وتسامحت معهم فإنهم لا يتورعون عن محاولة إلحاق الضرر بها والعودة لممارساتهم وسيرتهم القديمة والمضى فى غيهم الشيطاني
ولأن الوطن يحتاج كل وطنى مخلص وشريف لذلك لا يجب أن تذهب طاقتنا هدراً فى أمور تافهة وواجب علينا أن نطلق مبادرة للتسامح الوطنى بين المختلفين فى وجهات النظر وهنا لا أعنى سوى المصريين الشرفاء الوطنيين الذين شاركوا فى ملحمة يونيو وكانوا ومازالوا ضد خيانة الوطن والممارسات الإجرامية
ومن هنا أتحدث عن أبناء مصر الحقيقيون الذين ينشغلون بهمومها وتحدياتها وبنائها وتنميتها ويبذلون جل جهودهم من أجل تقدمها والمصالحة بين أبناء مصر الشرفاء وبطبيعة الحال الإخوان ليسوا منا نحن أبناء وأهل مصر ولسنا منهم أريد أن نمد جميعاً أيادينا وفى كل المجالات والقطاعات بكل أنواعه بالتسامح والتصالح مع النفس وطى صفحات الخلافات والاختلافات والابتعاد تماماً عن التراشق والتنابذ وعدم الإساءة وإفساح المجال أمام الجميع وتنقية الأجواء وتهيئة أنسب الظروف فلا يجب أن ننشغل بأنفسنا أو بخلافاتنا ولكن ننشغل بمصر وقضاياها وتحدياتها والدولة المصرية تفتح عقلها وقلبها وتتسع للجميع وهى بكل تأكيد تتبنى ذلك قولاً وفعلاً تحرص على التحاور والحوار بين أبنائها وهذا هو الحوار الوطني يتقدم كل يوم ويتأهب لرسم خريطة وطنية فى كافة المجالات تتواكب مع الجمهورية الجديدة التى يقول عنها الرئيس السيسى إنها تتسع للجميع جمهورية التسامح وتصفية الأجواء والنفوس والنوايا وتوحيد الصف أمر ضرورى وحتمى فلا صوت يعلو على صوت الوطن وهى دعوة للم الشمل والتصالح فى كافة المجالات وكل مجال له حكماء وشخصيات مقبولة لدى الجميع لديها رصيد كبير فى النفوس والوجدان تستطيع أن تقود دفة تنقية الأجواء لمواجهة أعداء الوطن وأدواتهم من جماعة الإخوان الإرهابية التى تعمل ليل نهار على شق الصف والوقيعة بين المصريين والتشكيك والتشويه والتحريض والسعى الخبيث إلى الهدم والتعطيل والإفشال وإحداث الفتن بهدف إشاعة الفوضى والخراب
أتمنى أن يسود التسامح فى كافة أوساط العمل العام ونكون جميعاً على قلب رجل واحد يجمعنا الاحترام المتبادل ومصلحة الوطن بدلاً من تشتيت وإهدار قوتنا وجهودنا فى خلافات واختلافات لا تحقق أهدافنا وتفسح المجال لأعداء الوطن للعبث بمصر وتحدث ثغرات فى بنيان اصطفافنا القوى والصلب
لذلك علي كل مصري شريف أن يبادر الجميع بإنكار للذات وترفع وبحب ووطنية إلى ترسيخ الوفاق بين الجميع وتوقف عمليات التراشق والتقاذف والاتهامات المتبادلة وطرد الروح السلبية حتى نتفرغ جميعاً إلى مواجهة التحديات والأزمات والمؤامرات على مصر والتى تستهدف شق الصف فليس هناك أشرف وأطهر من أن نفتدى الوطن ونتحمل أى تبعات من أجله ونكون جاهزين فى أى وقت لتقديم الغالى والنفيس والروح والدم من أجل أن ينعم بالأمن والاستقرار والكرامة وألا يحقق أعداء الوطن والخونة والمرتزقة والباطل أهدافهم فلا مكان للمترددين والمرجفين ومن ينتظرون من يكسب حتى يقبلوا أياديهم ويلعقوا أحذيتهم فالموت بكرامة من أجل وطن هو الشرف الحقيقي والكنز الذى تورثه لأبنائك وتحيى به ذكراك عندما تغادر دنيا لا تربح فيها سوى الشرف والخير من هنا لابد أن تقف وتهون عليك روحك ونفسك من أجل وطن لا يفعل إلا الخير والبناء والتنمية والتقدم وحماية مصر من شرور أعدائها وترسيخ الأمن والاستقرار والحياة الكريمة لشعبها إنها كلمة حق لابد أن تجاهر بها ولا تخشى فى الوطن لومة لائم ولا تعبأ بأى تضحيات حتى لو كانت رقابنا فالجلوس فى مقاعد المتفرجين والمحايدين هو عار وإمساك العصا من المنتصف لا يخلق الرجال والفرسان الاستسلام للخوف والتردد والارتجاف والارتعاش والمكوث فى المناطق الرمادية يذل أصحابه ويسلبهم الكرامة والشرف
فما أعظم الكلمة وشرف القتال من أجل الوطن ففى أى شيء يمكن أن تضحي إنها صنيعة الأبطال والشرفاء والرجال فالشهداء الأبرار لم يترددوا أو يفكروا ولم تكن لهم حسابات أو مساومات ولو فعلوها لما كنا نعيش فى أوطان تنعم بالسلام والأمن والاستقرار والكرامة إنهم المثل والقدوة فالرجال تعلن مواقفها بوضوح
ولا تختبيء فى معارك الوطن ومجتمعنا في أمس الحاجة اليوم إلى التسامح و الإخاء والتفاعل الخلاق مع قيم العدالة والمساواةوذلك بفعل التحديات والمخاطر الكبرى التي تواجهنا وتهددنا على صعد عديدة
كما أنه التزام بقيم الرسالة الإسلامية التي تأمر بالعدل وتنهى عن الظلم وترسي دعائم السلام والمحبة وتدعو إلى التعايش الايجابي بين بني الإنسان في اطار ومناخ من الإخاء والتسامح بين الناس جميعاً بصرف النظر عن أجناسهم وألوانهم ومعتقداتهم وعليه فإننا لن نتمكن من مواجهة تحديات واقعنا مواجهة فعالة بدون تطوير نظام علاقاتنا الداخلية كمجتمع واحد تجمعه ضرورات الوطن الواحد والمصير المشترك لذلك من الضروري وبالذات في هذه الظروف الحساسة والحرجة ان ننفتح جميعاً على ثقافة التسامح والحوار ونعمل من مواقعنا المختلفة لإرساء معالم الرفق والقبول بالآخر مهما كانت الاختلافات والتباينات وذلك حتى يتسنى لنا طرد ثقافة التطرف والعنف وتعزيز أمننا الاجتماعي والوطني
و تحيا مصر بشعبها وقائدها ورجالها الشرفاء

admin

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *