الشيخ /محسن ريان.. يكتب : حفظ السر
بقلم الشيخ /محسن ريان
امام ومدرس بوزاره الاوقاف
السر هو مايقع خفية بينك وبين صاحبك
وحفظ السر أمر من أوامر الله تعالى. قال تعالى: “وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلَا تَنقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ” [النحل : 91]
- وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: إِنَّ شَرَّ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ: الرَّجُلُ يُفْضِي إِلَى امْرَأَتِهِ، وتُفْضِي إِلَيْهِ، ثم يَنْشُرُ سِرَّهَا. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ.
فالواجب على المسلم أن يحفظ سر أخيه ويعلم ذلك أولاده فعن ثابت عن أنس -رضي الله عنه- قال: أتى عَلَيَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأنا أَلْعَبُ مع الغِلْمَانِ، فَسَلَّمَ علينا، فبعثني إلى حاجة، فأَبْطَأْتُ على أمي، فلما جِئْتُ، قالت: ما حَبَسَكَ؟ فقلت: بعثني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لحاجة، قالت: ما حاجتُه؟ قلت: إنها سِرٌّ، قالت: لا تُخْبِرَنَّ بِسِرِّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحدًا، قال أنس: والله لو حَدَّثْتُ به أحدًا لحَدَّثْتُكَ به يا ثابت.”فهذا سيدنا أنس وهو غلام يبعثه النبي صلى الله عليه وسلم لحاجة ولما سألته أمه أخبرها بأنه سر لرسول الله. ومع أنه لم يخبرها ولكن أكدت عليه بحفظ السر بقولها يابني لاتخبر بسر رسول الله. فحفظه سيدنا أنس وقال لتلميذه ثابت لوأخبرت أحدا قبلك لاخبرتك. فالواجب ان الأمور السريةفي البيوت وبين الأخوة والأصحاب ألا يطلع عليه أحد. فمن حفظ سر أخيه حفظ الله سره فالجزاء من جنس العمل. جعلنا الله وإياكم ممن تمسكوا بأمره سبحانه وتعالى.