الدكتور أشرف عطيه… يكتب / الزلازل والقرآن الكريم
بقلم / الدكتور أشرف عطيه رئيس مجلس إدارة مجموعة أوميجا جيت
إن الانسان لايتدبر الأشياء التي إعتاد عليها وألفها وإطمأن بها الا عندما يحدث عكس طبيعة هذه الاشياء ، فحينئذ يشعر الانسان بعظمة وحقيقة نعم الله عليه .
وفي الآونة الاخيرة ضرب الزلزال أماكن متفرقة كانت تركيا وسوريا أكثر المتضررين لهذا الزلزال وفي هذا الحدث الكبير الذي كان له أثر في عدد كبير من الضحايا والمصابين وايضا في نفوس كل المتابعين . وهنا نجد الناس تشعر بالضعف والخوف الشديد أمام قوة الله سبحانه وتعالى التي ليس لها حدود ولا مقاييس ومعايير فهي قوة وقدرة مطلقة لله تعالى فقط ، وفي هذه المواقف يتأكد الجميع سواء المؤمن او الكافر او حتى الملحد بأن القوة لله جميعا أمام هزات وضربات هذا الزلزال العنيف .
ويعلم الجميع بهذه الأحداث أن مصيرهم مرهون بعناية الله للجميع ومهما بلغت قوة البشر من أمكانيات بشرية وتكنولوجية وفكرية فهي تعجز مهما تعاظمت أمام قدرة الله سبحانه وتعالى .
وتأتي الزلازل والكوراث الطبيعية بغتة فلا توقع للأجهزة أو التكنولوجيا أو حتى الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات للمراصد الكونية مع إرادة الله سبحانه وتعالى . وكم من مرة كانت التنبؤات بوقوع كوارث وزلازل ولم تقع والعكس صحيح .
والزلزلة والزلازل كلمتان لمعنى واحد توحيان بالرهبة الشديدة والحدث العظيم وانقلاب لطبيعة الاشياء المعهودة فكان الموت والدمار للمتلكات في ثواني معدودة .
وتأتي فرق الانقاذ وتكاتف الدول للمساندة لانقاذ المتضررين من آثار كارثة الزلزال ، وقد ينجحون في إنقاذ بعض الأرواح التي اوشكت على الهلاك ويهرعون لطلب النجدة من الداخل والخارج وتأتي المساندة والمساعدة لمواجهة هذه الكارثة الكبيرة .
وفي سياق هذه الاحداث يجول في فكري أهوال يوم القيامة حينما تتقطع الأسباب فمن المنقذ حيئذ من هذا الموقف الرهيب ؟ والغريب في الأمر أن زلازل الدنيا لاتضرب الأرض كلها في وقت واحد ولكن زلزال الآخرة فسيضرب الأرض كلها ضربة ترج بها رجا وتهزها هزا وحينها تخرج الأرض بأثقالها ، وقال العلماء بأن أثقال الأرض تكون من الحديد والنيكل وبعض المعادن الأخرى مصهورة وممزوجة بالحميم وهي النار الحامية التي لايقدر درجة حرارتها بالمقاييس العادية .
فالسؤال هنا كيف يكون حالنا عند حدوث زلازل الآخرة في ظل خروج أثقال الأرض من جوفها ومايصاحبها من حرارة شديدة .
وفي زلازل الدنيا يقف الناس والشعوب لاصلاح ما أفسده الزلزال وإعادة الاعمار وعلاج المصابين أما في زلزال الساعة فتوضع الموازين القسط وحيئذ يكون الوزن بمثقال الذرة حيث يقول الله تعالى: ﴿ إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا * وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا * وَقَالَ الْإِنسَانُ مَا لَهَا * يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا * بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا * يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ * فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴾ سورة الزلزلة – صدق الله العظيم .
فيجب علينا أن نعي وندرك بأن زلزال الدنيا بمثابة رسالة تحذير من رب العالمين ، والساعة سوف تأتينا بغتة ونحن لانشعر .. ومهما تعاظمت زلازل الدنيا، فإن قارئ القرآن والمتدبر له يعلم أن الأدهى والأمر هو زلزال الساعة.
زلزلة تنسي الوالدة رضيعها، زلزلة ترى الناس سكارى دون أن يتعاطوا خمرًا؛ يقول سبحانه وتعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ ﴾ سورة الحج – صدق الله العظيم
والزلزلة والزلزال ابتلاء للمؤمنين ونذير للكافرين. والزلازل جند من جنود الله يهلك به من يشاء ويصرفه عمن يشاء. اللهم آمنا في أوطاننا وابعد عنا الزلازل والمحن يارب العالمين .
وفي الجزء القادم سأكتب وأتحدث عن مرادفات كلمة الزلزال والتي جاءت في القرآن الكريم بدقة وتصوير بديع من البديع الكريم رب العرش العظيم .
خالص تحياتي وتقديري
د / اشرف عطيه عبده