أرشيف التصنيف: المقالات

الدكتور أشرف عطية.. يكتب / النمو الاقتصادي المعاصر

بقلم / الدكتور أشرف عطية رئيس مجلس إدارة مجموعة أوميجا جيت

في الماضي القريب كانت مصادر النمو الاقتصادي لكثيرمن الدول تعتمد على الموارد الطبيعية والموارد البشرية وتكوين رأس المال والتطور التقني وطبيعة البنية المؤسسية في الدولة. أما الان فقد تغير ترتيب مصادر النمو الاقتصادي للدول حيث تصدر المشهد الفكر والابداع والتكنولوجيا العميقة والذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة والدمج بينهما لجميع ركائز واركان ومكونات الثورة الصناعية الرابعة ، ثم يأتي باقي مصادر النمو .

ويعني النمو الاقتصادي هوالتحسن المستمر في قدرة الاقتصاد على تلبية طلبات المواطنين من السلع والخدمات لتحقيق حياة كريمة تصل الى الرفاهية في بعض الدول . وهذا التحسن يعتمد على زيادة الإنتاج و مصادر النمو، وهناك أكثر من تصور للنمو الاقتصادي وطرق قياسه ، فغالبا يقصد بكلمة النمو هو زيادة حجم الاقتصاد سنويا وفقا لمقاييس المنظمات الدولية معتمدة على معيار الناتج المحلي الاجمالي لكل دولة ، بغض النظر عن أسباب هذه الزيادة. ولا يعني ذلك غض النظر عن الوصف والأسباب، ولكن بحث هذه الأمور يأتي ضمن التعرف على قدرة الاقتصاد الإنتاجية وعلى المدى البعيد في تحقيق النمو. ويقاس النمو بمعناه الأولي بطريقتين، أذكرهما دون تفاصيل: 

أولا : طريقة الطلب وتعني مجموع الإنفاق على السلع والخدمات المشتراة في الدولة . وثانيا : طريقة العرض وتعني مجموع السلع والخدمات المنتجة لهذه الدولة . وإذا أخذنا الاقتصاد السعودي على سبيل المثال للنمو الاقتصادي المعتمد على الموارد الطبيعية ، فمعروف أن الاقتصاد السعودي حدث له نمو مستمر وكبير خلال السنوات الماضية ، من شبه عدم ومن دون تاريخ اقتصادي او انتاجي او حتى تجاري يذكر ، فقد كان البناء الاقتصادي بدائيا للغاية . لكن الإنفاق الحكومي المعتمد على إيرادات النفط كان المحرك لهذا التطور والنمو خلال عقود من الزمن القريب ومازال .

 وقد أجريت عدة دراسات عن فترات وأوضحت أن كثافة الصادرات من المواد الأولية للنفط مهما كان حجمه او قيمته يضعف النمو الاقتصادي . ومن ثم فالتحدي هنا أن تتحرك وتنمو عوامل الإنتاج بمعزل أو باعتماد ضعيف على دخل النفط او الموارد الطبيعية بشكل عام . ولا تقتصر الموارد الطبيعية على ثروات من قبيل النفط وغيره من المعادن، بل المعنى أعم فيشمل كل مورد لم يصنعه أصلا الإنسان ، ومنها الأرض وخصائصها وما فيها من موارد طبيعية. وتوافر الموارد الطبيعية لذاته ، لا يضمن طبعا تحقيق نمو اقتصادي مستمر. 

والجدير بالذكر أن ثلاثة عناصر تحدد مساهمة الموارد البشرية في النمو وهي : ( عددهم ومهاراتهم وأداؤهم ) . وكل عامل يساعد على تحسين هذه العناصر فهو تلقائيا يساعد على نمو الاقتصاد. 

أما تكوين رأس المال فيشمل كل بنية رأسمالية من بناء وتطوير المدن الصناعية والطرق ومحطات الكهرباء والبنية التحتية على سبيل المثال. ولكي يتم بناء وتكوين رأس المال يتطلب ذلك تخصيص جزء كبير من الموارد لاستخدامها في بناء رأسمالي بدلا من الانفاق الاستهلاكي . ولذا يلاحظ أن الدول التي تحقق نموا قويا تخصص جزءا كبيرا من مواردها وإنتاجها للاستثمار بغرض زيادة تكوين رأس المال . والعكس يؤدي إلى ضعف الانتاجية وزيادة البطالة وازدياد معدل الجريمة والامراض السلوكية والاجتماعية . أي أن قلة ما يخصص للاستثمار يضعف النمو الاقتصادي . 

أما أهم عناصرالنمو الاقتصاد فهو التغير والتطور التقني والتكنولوجي ومواكبة الثورة الصناعية الرابعة والتي جعلت كثيرا من الدول على قمة الاقتصاد العالمي مثل أمريكا والصين والمانيا واليابان وانجلترا .

ويأتي عنصر البنية المؤسسية فهي تعني طبيعة بناء الدولة ومدى استقرار نظامها السياسي وطبيعة وجودة إدارتها الحكومية وأنظمتها وتنظيماتها والتطوير المؤسسي والحوكمة ونحو ذلك. 

لذا فإن المحرك الأن ليس الموارد الطبيعية في المرتبة الاولى بل الفكر والابداع والعلم وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتي تشمل تطبيق الذكاء الاصطناعي والتقنيات الأخرى الحديثة والتي تم توضيحها في مقالات الثورة الصناعية الرابعة من قبل لكل جوانب الحياة الصناعية والخدمية . فهي عوامل الإنتاج والتي تساعد على تكوين رأسمالي للدولة بشكل كبير وتحسن ملحوظ في حياة المواطنين . 

ولتوضيح وتسهيل الرؤية فإن الانتاجية الآن تعتمد على مدى كفاءة وحسن الاستفادة من الموارد البشرية واقتصاد الوفرة من البيانات والمعلومات والتي تمثل قاطرة الاقتصاد العالمي الآن . والانتاجية لها طرق تقاس بها في البحوث والدراسات ومتعارف عليها دوليا ، وانطلاقا من وجود مشكلة ضعف نسبي في الإنتاجية ، فإن السؤال التالي كيف نحسنها ؟ 

حيث ان أدوات ووسائل التحسين كثيرة ، أذكر منها عناوين على سبيل المثال وليس الحصر : 

1 – إصلاح وتطوير منظومة التعليم والتدريب بما يؤدي إلى رفع مهارات وإنتاجية الخريجين 

2 – الاهتمام بالبحث العلمي التطبيقي ونشر الابحاث بما يواكب آليات وتكنولوجيا العصر .

3 – تحسين آداء المنظومة الصحية الشاملة لكل المواطنين .

4 – القضاء النافذ والناجز والعادل .

5 ــ مكافحة الفساد الاداري بكل اشكاله .

6 ــ تحسين أنظمة وسياسات وبرامج الخدمة المدنية بما يحسن الأداء والإنتاجية 

7 ــ الخصخصة بشرط وجود إطار حوكمة قوي في العمليات ذات الطابع التجاري التي تدار حكوميا في الوقت الحاضر وسن التشريعات والقوانين التي تنظم العلاقة بين الملاك والادارة والعمال والمواطنين والدولة .

8 – العمل على تحسين السياسات المالية والنقدية .

9 ــ تحسين وتطوير مناخ جذب وزيادة الاستثمارات وممارسة الأعمال بصورة عامة .

10 – الاهتمام والدعم وتحسين البيئة الاقتصادية لريادة الاعمال والفكر والابداع .

11 – مكافحة الاحتكار وفرض حرية السوق على النشاط التجاري الداخلي .

12 – توطين الصناعات التكنولوجية .

13 – اسناد مشروعات التطوير المؤسسي والتحول الرقمي لشركات محلية واتباع مبدأ المنافسات العامة بعيدا عن الاسناد المباشر لتلك المشروعات .

14 ــ مدى جودة الاجراءات والاداء والمؤسسات الحكومية ومدى قناعة المواطنين بذلك. 

15 – العمل على زيادة التنسيق والتعاون بين أجهزة الدولة في تطوير وتطبيق برامجها وأهدافها لتحقيق الاهداف والاستراتيجيات العامة للدولة لتحقيق النمو الحقيقي المطلوب . 

16 – التوسع و تطوير المدن الصناعية والتكنولوجية . 

17 – زيادة الاهتمام بالتدريب المعاصر ليكون مخرجات هذا التدريب محاكي لما يحدث من تطور عالمي في مجالات التكنولوجيا والعلوم والهندسة والفيزياء والصحة والخدمات اللوجيستية 

18 – العمل على بناءالقيم الدينية والاجتماعية والسلوكية والاخلاقية والمدنية والثقافية للمجتمع. 

19 – تفعيل دور المجالس النيابية لأنشطة المهام التشريعية والرقابية ومناقشة الموازنات والميزانيات لما يخدم أجهزة ومؤسسات الدولة والنمو والتطور الاقتصادي

20 – فصل السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية .

21 – حرية الرأي المنضبط برؤية الحيادية والنزاهة والشفافية لتحقق النمو الاقتصادي .

22 – إسناد المهام التشريعية والقضائية والتنفيذية والرقابية الى المؤهلين علميا وعمليا وخاصة من لهم تجارب وخبرة كل في مجاله .

وتمثل تلك العناصر وبعض العناصر الاخرى التي تتناسب جيوسياسيا مع كل دولة أهمية كبيرة في تفسير التغيرات والفروق في الأداء الاقتصادي بين الدول . لذا علينا ان نعمل جاهدين وبأسرع وقت على تلك العناصر والتي تمثل الركائز الهامة للنمو والتطور الاقتصادي والذي سيعود على وطننا الحبيب بالخير الكثير ومن ثم على المواطنين في التحسين المستمر لجودة الحياة . 

خالص تحياتي 

د / أشرف عطيه

الاعلامى محمد فودة: د. أيمن عاشور وزير يستحق الثقة وأدار ملف “التعليم العالى” باحترافية وفق توجيهات القيادة السياسية

  • بقاءه فى الوزارة انعكاس واضح لحجم الإنجازات التى حققها بأفكار ورؤى خارج الصندوق
  • صاحب الفضل فى ملف تطوير البرامج البينية ورقمنة الجامعات تماشيا مع التحول الرقمى بمؤسسات الدولة
  • حقق طفرة فى توسيع نطاق الجامعات التكنولوجية لتعزيز التوافق مع سوق العمل
  • صاحب النقلة النوعية فى التعليم العالى والبحث العلمى.. ووضع إستراتيجية دمج “التعليم العالى” مع أهداف التنمية المستدامة

أكد الكاتب والإعلامى محمد فودة، أن الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، يعد من الشخصيات القيادية التى استطاعت أن تترك بصمة واضحة فى مجال التعليم العالى والبحث العلمى وفق رؤى وأفكار غير مسبوقة.

وأضاف الإعلامي محمد فودة عبر صفحته الرسمية على موقع “اكس”، “تويتر سابقا”، قائلا إن تجديد الثقة فى الدكتور أيمن عاشور وإبقائه وزيراً للتعليم العالى والبحث العلمى فى الحكومة الجديدة هو انعكاس واضح للنجاحات والإنجازات التى حققها خلال فترة توليه الوزارة، لافتا إلى إنه منذ أن تولى الدكتور عاشور منصبه فى عام 2022، تحت رئاسة حكومة الدكتور مصطفى مدبولى، وهو يعمل بلا كلل على تطوير التعليم العالى فى مصر وربطه بمسار التنمية الشاملة 2030.

وشدد “فودة” على أن النجاح الذى حققه الدكتور عاشور ليس وليد الصدفة، بل هو نتيجة رؤية إستراتيجية متكاملة وضعها منذ البداية، إذ أن رؤيته للتعليم العالى كانت شاملة وطموحة، حيث ربط التعليم العالى بمسار التنمية الشاملة 2030 من خلال المبادئ السبعة الأساسية للجامعات المصرية، موضحا أن هذه الرؤية لم تقتصر على الجانب الأكاديمى فقط، بل شملت أيضاً دعم التنمية فى مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والعمرانية والبيئية، تحقيقاً لإستراتيجية مصر للتنمية المستدامة.

وأشار فودة خلال صفحته الرسمية عبر موقع “إكس “، الى ان الدكتور عاشور عمل على الإشراف على تأهيل المشروعات القومية لوزارة التعليم العالى، مثل الجامعات الأهلية الجديدة، وتجهيزها كجامعات ذكية تحاكى أحدث النظم العالمية فى مجال التعليم العالى والبحث العلمى، وايضا التوسع فى إنشاء الجامعات التكنولوجية كان أحد أبرز إنجازات الدكتور عاشور، ولفت إلى انه لم يتوقف عند هذا الحد، بل عمل أيضًا على متابعة تجهيز هذه الجامعات وربطها بالتخصصات المرتبطة بسوق العمل، ومن الإنجازات الأخرى التى تحسب للدكتور عاشور، وضع ومتابعة خطة عمل لرفع تصنيف الجامعات المصرية دوليًا ، تضمنت هذه الخطة حصر العوامل المؤثرة على تقييم الجامعات لكل تصنيف مثل السمعة والنشر الدولى، وعقد ورش عمل لممثلى الجامعات المصرية وخبراء فى هذا الصدد. كان لتحفيز ونشر ثقافة العمل على رفع تصنيف الجامعات المصرية أثر كبير فى تحقيق العديد من الإنجازات، من أبرزها ظهور إحدى الجامعات المصرية ضمن أفضل 100 جامعة على مستوى العالم، مؤكدا ان نجاحات الدكتور أيمن عاشور لم تقتصر فقط على الجانب الأكاديمى، بل شملت أيضًا التعامل مع الأزمات الطارئة بكفاءة عالية من بين هذه الأزمات، ملف استيعاب الطلاب المصريين العائدين من روسيا وأوكرانيا والسودان.

واختتم فودة حديثه قائلا إن الدكتور أيمن عاشور هو بحق “مهندس” التعليم العالى والبحث العلمى فى مصر، موضحا ان تجديد الثقة فيه هو تأكيد على الدور الكبير الذى لعبه فى تطوير التعليم العالى وربطه بمسار التنمية الشاملة، وإنجازاته العديدة ورؤيته الإستراتيجية جعلت منه نموذجًا يحتذى به فى القيادة والإدارة تحت قيادته، يمكن أن نتطلع إلى مستقبل مشرق للتعليم العالى فى مصر، مستقبل يواكب أحدث التطورات العالمية ويعزز من مكانة مصر على الساحة الدولية.

مجدي سبلة يكتب.. (فضيحة بذرة القطن )

مزارعين أكثر من ٥ آلاف فدان قطن في محافظة دمياط حصلوا على بذرة قطن صنف جيزه ٩٢ لزراعة أراضيهم وهو اجود انواع القطن وصل سعر القنطار ١٦ الف جنيه العام الماضي والفدان ينتج مابين 7إلى 10قنطار ..

هذا العام حصل الفلاحين على تقاوى بذرة القطن بسعر العبوه ١٢ كيلوا ب ١٣٠٠ جنيه وزرعوا أراضيهم منذ أربعة أسابيع وحتى الآن لم تنبت البذرة واتضح أنها بذرة فاسده.. الفلاحين تسائلوا لماذا لم تخرج بذرة القطن نباتها والتجارب تؤكد أن معدل الانبات في هذا النوع ٧٣ ./.خلال ٤ ايام ..

كانت الفاجعه عند الفلاحين بسبب عدم الانبات وهم بالطبع لا يتمكنون من سؤال وزير الزراعه ولم يعرفوا اين يتجهون اخيرا ذهبوا لمديريات الزراعه والإدارات الزراعية في الإقليم فقرر صرف بذرة بديلة مجانا من نفس الصنف لنفس الفلاحين التى تعرضت أراضيهم للبوار بسبب عدم الانبات وبعدها لجأوا لى بصفتي الصحفية علاوة على اننى من نفسي الإقليم وانا متضرر مثلهم فقررت الكتابة على صفحتى على فيس بوك فقامت الدنيا ولم تقعد واقترحت على الفلاحين أن يلجأوا للسادة النواب بصفتهم لأنهم لديهم حق سؤال واستجواب وزير الزراعه و الفلاحين لا يملكون هذا الحق للإجابة عن هذه الكارثة في محصول ينتظرة الفلاح المصرى من العام للعام لكى يزوج ابنائه أو بناته أو يبنى منزله من عائد بيع محصول القطن وعندما كتبت وخرجت في بث مباشر لدى قناة إقليمية اسمها الوكالة تبث من محافظة الدقهلية غضب منى النواب غضبا غير مبرر لانها قضيه كان لابد أن يلمسوها ميدانيا بشكل مباشر ويتحركون فيها فورا ..

المهم غضب النواب لم اربأ به لكن عرفت وايقنت أن الناخبين اللذين انتخبوهم لم يدركون واجبات نوابهم وأنهم ضحايا غياب الوعي بهذه الحقوق والواجبات ولم يستوعبوا أنه لم يكلف نائب نفسه من نواب الإقليم بتقديم طلب إحاطة يجفف دموعهم حول فضيحة بذور القطن ..

المهم اتصلت بموجب مهنتى بمسئول كبير في وزارة الزراعة لكى اعرف من اين جاء فساد أوإفساد هذه التقاوى التى تسببت في خلل يمكن أن اسميه مساس بالأمن الاجتماعى الذى يصب في خانة الأمن الوطنى والقومي خاصة أنه يمس أعظم شريحة في مصر وهم الفلاحين واندهشت من هول ما عرفته من مسئول وزارة الزراعة الذى أكد لي أن مشكلة فساد البذرة يرجع إلى سوء تخزين محصول القطن العام الماضى لأن هذه التقاوى من هذا المحصول حيث هطلت علية الأمطار في شون التخزين علاوة على مرحلة الحلج في المحالج حيث نزعت منه ما يسمى بزغب البذرة أثناء الغربله في محلج شربين التى جائت منها هذه التقاوى واكد لى أن السبب المباشر في فسادها يرجع إلى لجان معهد بحوث القطن وإدارات التقاوى في المديريات التى استلمت هذه التقاوى المعيبة وكانت تشرف على مراحل إنتاجها مرحلة تلو الأخرى

وتجرى اختبارات لكل مرحلة وباتت المسئولية في رقبة وزير الزراعة

الدكتور أشرف عطية.. يكتب / حقوق الانسان في القرآن الكريم

 بقلم / الدكتور أشرف عطية رئيس مجلس إدارة مجموعة أوميجا جيت

إن القرآن الكريم منهج قويم متكامل الأركان إهتم بحقوق الانسان والمباديء السلوكية والاخلاقية التي تتحقق بالعدالة والحرية والمساواة والشورى وحقوق الاخرين ومنع الضرر عنهم والتعاون الاجتماعي .
فجاءت آيات القرآن الكريم قوية ومعبرة وصريحه للحكام والشعوب فيما يخص الانسان بشكل عام والمؤمنين بشكل خاص فجاءات تعاليم العدالة والكثير من الأدلة التي تحثُّ عليها وتأمر الناس بها، كقولهِ تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا) وجاءت الشريعة الإسلاميّة بهذا المبدأ مُنذُ نُزولها، أمّا القوانين الوضعيّة فلم تعرفه إلا في أواخر القرن الثامن عشر.
أما مبدأ الحرية فجاءت الشريعةُ الإسلاميّة مُنذُ نُزولها بهذا المبدأ، فقرّرت حُرية الفكر، والاعتقاد، والقول، ودلّ على هذا المبدأ الكثير من الأدلة ، كقولهِ تعالى-: (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ)، وهذا المبدأ لم تعرفه القوانين الوضعيّة إلا مؤخّرا، كما أن الشريعة الإسلامية لا تعتدي على الحُريات ولا تُناقِضُها، فهي تُحقّق الحُرية لجميع البشر، ومن ذلك أنّها تُقرر أن الله واحدٌ لا شريك له وتُلغي العُبوديّة لغيره ؛ كالعُبوديّة للبشر والأهواء، وتُعطي الناس الحُرية بشرط أن يبقوا تحت نظام الإسلام من غير إكراهٍ في الدُخول فيه ، ولا تستبدُ بالحُكم. وأمّا تطبيقها للحُدود فهو لا يكون إلا بعد توفُّر الشُروط وانتفاء الموانع، وتُطلق الحُرية على العديد من المعاني، ولكنها في الأصل تُطلق على سلوك الأفراد في تصرفُاتهم بأنفسهم، وهو من المقاصد الأساسيّة للشريعة، كما تُطلق على ما يُضاد العُبوديّة، فدلت الشريعة على إبطال العبوديّة وتعميم الحرية، وتُطلق على حُرية تصرف الشخص العاقل في شؤونه بنفسه من غير توقفٍ على رضا أحدٍ غيره، وهذا المبدأ من أكبر المبادئ في الشريعة، فعليه يتوقف طُغيان الأُمم الظالمة، وإنصاف الفقير والضعيف.
ومبدأ الشورى من المبادئ الأساسية التي دعت إليها الشريعةُ الإسلاميّة منذ نُزولها، لقوله تعالى-: (وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ)، وجاءت القوانين الوضعيّة بهذا المبدأ بعد الشريعة بأحد عشر قرناً، وقد طبّق النبيّ صلى الله عليه وسلم مبدأ الشورى في حياته، فشاور أصحابه في غزوة بدر، وأخذ برأي الحباب بن المُنذر، واستشارهم في كثيرٍ من أُموره سواءً في السلم أو الحرب، ومن هنا بدأت القوانين الوضعية تسير في مبدأ الشورى على ما سارت عليه الشريعة الإسلاميّة التي سبقتهم به قبل أحد عشر قرناً من الزمان.
أما مبدأ منع الضرر وحقوق الآخرين جاءت الشريعة الإسلاميّة بتحريم كُل ما له ضرر على الانسان ، فجاءت بتحريم الخمر، وإباحة الطلاق، ومن الأدلة على تحريمها للخمر قوله تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ)، وفي الطلاق رفعٌ للضرر الواقع على الفرد أو الأُسرة أو المُجتمع، كما أنها جاءت بتحريم الاحتكار، وكُل ما فيه أكلٌ لأموال الناس بالباطل، والفواحش، والإثم، والبغي والظلم بغير الحق، والدعوة إلى الخير والمعروف، والنهي عن المُنكر، لقوله تعالى-: (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ). وحرّمت الشريعة الضرر بكافة أشكاله وصوره، فلا يجوز للإنسان إلحاق الضرر بنفسه أو بغيره، وقد ذكر الله منع الضرر في عددٍ من الأبواب؛ كباب الرضاعة، والأنصبة في الميراث، وغيرها، وتأخُذ الأحكام غيرها نفس الحُكم في منع الضرر . وللحديث بقية

خالص تحياتي وتقديري
د / أشرف عطيه

الدكتور أشرف عطية.. يكتب / الحكم الراشد

بقلم / الدكتور أشرف عطية رئيس مجلس إدارة مجموعة أوميجا جيت 

إن الحكم الراشد من المصطلحات المستحدثة في إدارة الدول والحكومات ، لمنظور الحكمة والرشد ، فالحكم هو كل عمليات إدارة المؤسسات والعمليات والممارسات التي يتم من خلالها اتخاذ القرارات بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك للمجتمع والدولة والنظام الحاكم . والحكم الراشد يرتكز على معايير ومؤشرات وتقييم ومحاسبة. ومن منظور حقوق الإنسان ، إنّ الحكم الراشد هو عملية تقوم بموجبها الحكومات والمؤسسات العامة بإدارة شئون الدولة والموارد العامة لضمان وتفعيل حقوق الانسان .

والجودة السياسية لا تحدث إلا برسم إستراتيجية ورؤية واضحه لتحقيق أهداف محددة للتنمية والنمو والرخاء الاقتصادي والاستقرار الامني والسياسي وتحقيق رضا جميع طوائف المجتمع بالاستثمار والاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية والمادية والبشرية والمعرفية للدولة دون أهدار أو مشروعات ليس لها عائد مباشر أو غير مباشر على المجتمع والدولة .

ويتم ذلك بتطبيق أعلى مؤشرات الجدارات والكفاءة والشفافية والفعالية ، بإتباع وتنفيذ وتطبيق وتفعيل سيادة القانون على الجميع وتحقيق النزاهة وتداول السلطة والحكم وتفعيل وتطبيق مباديء الرقابة والمحاسبة والمساءلة والحوكمة .

ولتحديد مفهوم الحكم الراشد لابد أن نتطرق الى مستويين من أجل الاستيعاب والسعي الى الرشد في إدارة الدولة :

أولا : المستوى الثقافي والمعرفي :

فنظام الحكم الراشد يعتمد ويرتكز على تطبيق وتفعيل وتكريس قيم العدل والديموقراطية وتداول السلطة والرشد والنضج السياسي ، والبعد عن منهجية التسلط والفساد السياسي وتشابك السلطات وكل مايؤدي الى ذلك . ومن سمات ونتائج الحكم الراشد الاستقرار السياسي والأمني ، كفاءة الحكومة ، قلة الفساد من جراء المساءلة والمحاسبة والشفافية والنزاهة ، وارتفاع القوة الشرائية لدخل الفرد ومستوى الرفاهية للمجتمع ، والوصول الى اعلى مؤشرات جودة التعليم وتراجع نسب الأمية وتحقيق الرعاية الصحية الشاملة المتميزة لجميع أفراد المجتمع دون تمييز .

والحكم الراشد يسعي الى تأسيس مجتمع مدني مستقل وفاعل من أجل تحقيق المشروعات التنموية للدولة ؛ وإستغلال موارد الدولة الاستغلال الامثل وأن يكون قادر على طرح الحلول والبدائل والأفكار الجيدة في مختلف القطاعات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ، فأهم مايميز المجتمعات الحديثة والمعاصرة هو إطلاق الإرادات والمبادرات المجتمعية لتنمية الإبداع الفكري والعمل الجماعي لتحقيق إقتصاد معرفي يعتمد على العلم والابداع والفكر .

ثانيا : المستوى المؤسسي :

إن ممارسة العملية السياسية لابد أن تكون في فلك ونطاق المؤسسات الشرعية وفي إطار الدستور والقانون ومن هذا المنطلق تمارس السلطة في اطارها الشرعي دون الالتفاف حول توفيق الدستور لمصالح فئوية أو شخصية تؤدي الى الاخفاق في مستوى وجودة الحكم الراشد . وهذا يعني تجنب تزوير الانتخابات وتحكيم الديموقراطية الشكلية من أجل احتكار الحكم ، فالحكم الراشد يسلك طريق السعي الى تحقيق مؤسسة نظام الحكم بآليات انتخابية نزيهه مع الفصل بين السلطات .

ويتحقق الحكم الراشد وآلياته وفقا لثلاث معايير أساسية وهي :

1 – الأهداف :

فأهداف الحكم الراشد لابد أن تعمل على ترسيخ وإرساء مناخ وبيئة الحرية والرفاهية الاجتماعية والنضج السياسي والاقتصادي لترشيد النفقات وتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة في توزيع الثروة والشفافية والمساءلة وترسيخ مبدء سيادة القانون على الجميع .

2 – آليات التنفيذ

فلابد ان يتخذ نظام الحكم الراشد آليات الوصول الى السلطة والحكم من خلال الانتخابات الحرة النزيهة وتداول السلطة وعدم الالتفاف حول الدستور والقانون وتمكين الكفاءات واستقلالية القضاء لتحقيق العدالة الناجزة والسعي الى تطبيق كل مباديء حقوق الانسان والمواطنة والمشاركة السياسية لكل طوائف المجتمع وتفعيل دور منظمات وهيئات المجتمع المدني وحرية الاعلام والبعد عن وسائل الاعلام الموجه الفاسد وتفعيل الدور الرقابي من خلال المؤسسات الرقابية والمجالس التشريعية على عمل الحكومة.

3 – المواطنون

ولتحقيق الحكم الراشد لابد من التركيز والاعتماد على شرعية الكفاءات الادارية للدولة والحكومة وتقديم وتمكين الشخصيات الجديرة والنزيهة والمؤهلة علميا وفكريا وتتمتع بالثقة والمصداقية والشفافية والشعبية والشرعية الدستورية والمشروعية السياسية وترسيخ مبدأ تمكين النخب العلمية ذوى المهارات المعرفية والثقافية والتي لها سابقة اعمال وخبرات داخلية وخارجية تتسم بالتخصص والنجاح والحداثة من أجل تنصيب هؤلاء لمناصب الحكم بأركانه الثلاثة التنفيذية والتشريعية والقضائية . وللحديث بقيه مهمة للمتابعة .

خالص تحياتي وتقديري

الدكتور / أشرف عطيه

بوسي الشوبكي تكتب : الثقة بالنفس سر النجاح

الثقة بالنفس سر من أسرار النجاح، ولا تأتي من فراغ، ولا يمكن تقليد الآخرين فيها، فهناك عوامل كثيرة جدا تساعد الإنسان على زيادة ثقته بنفسه، ومنها، مواجهة جميع مخاوفه الداخلية التي تحاول تثبيط همته، فيجب أن يكون لديه شعور قوي بالقدرة على النجاح فيما يريد القيام به من أعمال. إن الثقة بالنفس لا تعني حب الذات النرجسي، أو الغرور والكبرياء، لكنها شكل عميق من احترام الذات بسماتها الإيجابية والسلبية.
وللثقة بالنفس معان عديدة، فهي تعني إدراك الفرد لكفاءته ومهارته وقدرته على التعامل بفاعلية مع المواقف المختلفة التي يتعرض لها في تعاملاته اليومية. وأيضا هي إحدي سمات الشخصية الأساسية التي يبدأ تكوينها منذ الصغر، أو هي سمة شخصية يشعر بها الفرد بالكفاءة والقدرة على مواجهة الصعاب، مستخدما امكانياته وقدراته لتحقيق أهدافه. ومن خلال ما سبق يمكن القول بأن الثقة بالنفس هي مدى إدراك الفرد لكفاءته، وقدراته، ومهارته الجسمية، والعقلية، والنفسية، والاجتماعية واللغوية، وجميع جوارحه التي من خلالها يتفاعل مع المواقف المختلفة التي يتعرض لها في الحياة اليومية.
إن أهمية الثقة بالنفس للإنسان كبيرة ومفيدة جدا، فهي تعود على الفرد بالفائدة والنفع، فهي تساعده على تحقيق النجاح في العمل، وتحقيق الأهداف، ومواجهة التحديات، وتحقيق التوافق النفسي، واستمرار اكتساب الخبرة، وحب الآخرين والتكيف الاجتماعي مع الوسط المحيط سواء كان بالأسرة أو العمل أو الأصدقاء. لذا كانت الثقة بالنفس مهمة للفرد، لأنها الداعم الذي يعطي الإحساس تجاه النجاح أو الفشل، فالواثق بنفسه وقدراته، يظل لديه الأمل في أن يحقق وينجز الأهداف.
متى يفقد الإنسان ثقته بنفسه، يفقد قدرته على الحياة الناجحة وهناك عدة أسباب لفقدان الثقة بالنفس ومنها: 1- الطفولة البائسة. فعندما ينشأ الإنسان في بيئة محاطة بالخوف والقهر، يظل طيلة حياته محاصرًا بيهما، ولا يستطيع أن يخرج من دائرتهما. 2- الشعور بالنقص سبب من الأسباب، فهو إحساس داخلي يتملك الإنسان ويشعره بالقصور والنقص تجاه الآخرين، فيفقد الثقة بنفسه. 3- التركيز على الآخرين. أي: أن يربط الإنسان حياته بحياة غيره. 4- المكاسب غير الوهمية، وهي أن يشعر الإنسان بتحقيق مكاسب كثيرة نتيجة عدم الثقة، وهذا غير حقيقي، لأنه يكمن فقد في العقل الباطل للإنسان ضعيف الشخصية. 5- الصورة الذهنية. وهي الاحكام المسبقة التي يحكمها الإنسان على نفسه، كأن يحكم على نفسه بالفشل فيتحقق الفشل.

هناك أيضا معوقات تمنع الإنسان من تحقيق ثقته بنفسه فيجب عليه معرفتها لمحاولة علاجها وتخطيها، وتختلف هذه المعوقات من شخص لأخر وهي المعوقات الصحية مثل تخلف النمو، التشوهات الخلقية التي قد يولد بها الفرد، والتي تثير الشفقة تجاهه، والأصابة بالأمراض. المعوقات الوجدانية، خبرات الطفولة عدم اشباع بعض الحاجات الأساسية لدى الأطفال. والمعوقات العقلية، وهي انخفاض مستوي الذكاء وبلادة التفكير، والعجز اللغوي عدم القدرة على استخدام اللغة بطريقة صحيحة في التواصل مع الآخرين، وتفكك التفكير وعدم القدرة على الالمام بالموضوعات. المعوقات الاجتماعية، وهي إحساس الفرد بأن المجتمع النفسي الذي ينتمي إليه أرفع من المجتمع الواقعي المحيط به. والاقتصادية: هو مقارنة الفرد لوضعه الاقتصادي بغيره، واحساسه بعدم الأمان والخوف من الظروف المفاجئة، كل هذه معوقات قد تصيب الإنسان بفقدان ثقته بنفسه.

لكن مع كل هذا، يستطيع الإنسان أن يقوي ثقته بنفسه، ويعالج هذه المعوقات التي تؤثر عليه سلبًا وتجعله شخص انهزاميا ضعيف الشخصية، عديم الثقة بنفسه. من خلال أربع مراحل ، المرحلة الأولى: وهى التفكير، وتعني أن يفكر الإنسان بجميع أعضائه وجوارحه سمعيًا وبصريًا وحسيًا في المعاني التي تدل على الثقة بالنفس، كأنه يتخيل نفسه وهو يستمع لكلمات التشجيع والتحفيز بعد مواجهته لحشد كبير من الجمهور.
المرحلة الثانية: الشعور، وتعني الاستجابات الانفعالية التي تنتج عن الأفكار، وهي أقرب ما تكون لها، وعلى هذا فإن تغيير الاستجابات الانفعالية للثقة بالنفس تكون عن طريق تغيير نمط التفكير والسلوك، وتوجد علاقة قوية بين العقل والجسد، فأي تغير يحدث في العقل ينتج عنه تغير في الجسد، ثم تغيير في الانفعالات. إي: لو فكر العقل بسلبية وتعصب، ظهر على الجسد العنف، للارتباط بين العقل والجسد.
المرحلة الثالثة: القناعات. وهي أن يقتنع الفرد بالسلوكات التي تعزز الثقة بالنفس، وبالتالي تتكرر ممارسته لها، والإحساس بها وأدراكها العقل وترجمها إلي سلوك أيجابي معزز لثقة. المرحلة الرابعة: الروحية، وهي أرقى المراحل، حيث يصل إليها الإنسان الواثق بنفسه وفيها تصدر الثقة بالنفس عنه تلقائيا، وتصاحبها مشاعر السرور والانجاز.
وللثقة بالنفس مستويان الأول: مستوي مرتفع يظهر من خلال كفاءة الفرد في التصرف أثناء المواقف المختلفة في الحياة، وتمتعه بالصحة النفسية. المستوي الثاني: انخفاض مستوي الثقة بالنفس، ويظهر من خلال عدم تمكن الفرد من التصرف بكفاءة في المواقف المختلفة، مما يؤثر في صحته النفسية وتعاملاته الاجتماعية.
متى امتلك الإنسان المقومات التي تعمل على تعزيز ثقته بنفسه، وتجعل من النفس قوة لا يستهان بها، وتتمثل هذه: المقومات الجسمية والعقلية والوجدانية، والاجتماعية والاقتصادية. 1- المقوم الجسمانية: وهي أن يتمتع الشخص بالصحة الجيدة، والقدرة على مواجهة الصعاب، وخلوه من العاهات والأمراض يضمن قدرًا لا بأس به من الثقة. 2- المقومات العقلية وهي الخاصة بالذكاء، وقوة الذاكرة، والخيال. 3- المقومات الوجدانية: فهي مقوم مهم جدا من مقومات بناء الثقة بالنفس ، لأن تغييرات الحالة المزاجية وتقلبها من حالة لأخري، ومحاولة السيطرة عليها، لا يأتي إلا من فرد يتمتع بثقة بالنفس عالية، ويستطيع أن يسيطر على نفسه، ويروضها في جميع حالاتها. ومن أهم المقومات الوجدانية التي تكسب الفرد ثقتة بنفسه بعده عن الأمراض، والشكوك، والوساوس النفسية التي تؤدي إلي فقد ثقته بنفسه. 4- المقوم الاجتماعية: فالإنسان كائن اجتماعي بطبعه، لا يمكنه أن يعيش بمعزل عن المجتمع، وإذا شعر أن المجتمع يرفضه، سيفقد الثقة بنفسه وبمن حوله. ويتأثر الفرد بالمجتمع منذ الطفولة، ويشعر بمدي تقبل أسرته له ومجتمعه، ويبدأ في تكوين صورة بالإيجاب أو الرفض للمجتمع. بمعني إن العلاقات الاجتماعية تؤثر في بناء الثقة بالنفس وكلما تمكن الإنسان من تكوين علاقات اجتماعية ناجحه زادت ثقته بنفسه. 5- المقوم الاقتصادي، أن توجد علاقة طردية بين دخل الفرد وثقته بنفسه، فكلما زاد دخل الفرد، وأصبح قادرًا على تلبية احتياجاته وتحقيق كثير من رغباته كلما زادت ثقته بنفسه.
أما عن الصفات التي يتميز بها الأشخاص الواثقون بأنفسهم تتمثل بي: التفكير بطريقة إيجابية، التصرف بمهارة، ويستخدمون السلوك المناسب في الموقف المناسب، لا يشعرون بالتردد والإنسحاب تحت تأثير المشكلات التي تواجههم. يعرفوا ماذا يريدون ويحددون أهدافهم بوضوح. ولا يخافون من الاستمرار في وضع أهداف جديدة في حياتهم. يحبون ويقدرون ذاتهم ويعملون على تطويرها.
ويوجد الكثير من الأحاديث النبوية التي تشجع وترسخ الثقة بالنفس، والمنهج النبوي من أولي المناهج التربوية التي تحدثت عن الثقة بالنفس وبناء الشخصية الإيجابية الصالحة والبناءة للمجتمع . وقد كان النبي حريصًا على تعزيز ثقة أصحابه – رضي الله عنهم- بأنفسهم في كل وقت وحين ومن أمثلتها: قوله صلى الله عليه وسلم لعبدلله بن مسعود ”إنك غلام معلم ”، وأيضا قوله صلى الله عليه وسلم“ أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدها في دين الله عمر، وأصدقها حبا عثمان، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ، وأفرضهم زيد، ولكل أمه أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح. وأثرت هذه الكلمات فيهم وأصبحوا من قادة الأمة الأسلامية، رضي الله عنهم جميعا.

جاسم مرزوق بودي… يكتب /الرأي اليوم.. عن ربع قرن من… العِشْق

جاسم مرزوق بودي

رئيس مجموعة الراي الإعلامية- الكويت

منذ أن أُطلقت صحيفة «الراي» قبل أكثر من ربع قرن وما لحقها من تلفزيون ومركز دراسات ومِنصّات اجتماعية، لم أكتب إلّا في الشأن العام سواء كان الموضوع سياسيّاً أو اقتصاديّاً أو اجتماعيّاً وحتى رياضيّاً… اليوم أستسمحكم بالكتابة عن شأن خاص هو من أقرب الأمور إلى قلبي.

قبل أيام، صدرت دراسة تقييم المؤسسات الإعلامية في الكويت واحتلّت «الراي» صحيفة وتلفزيون الريادة للسنة الثامنة على التوالي.
لم يكن المركز الأول غريباً عن مؤسسة إعلامية رافقت ولادتها منذ اللحظات الأولى وما زلت أواصل مُتابعتها يوميّاً، لكنّني وجدّت حقاً عليّ، لهذا المولود الذي كَبُرَ واشتدّ عوده واتسعت دائرة تأثيره، أن أكتب عنه وعن تجربتي الشخصيّة معه.

كانت فكرة شراء صحيفة نهاية عام 1994 أشبه بمغامرة عند البعض، وخُطوة غير محسوبة النتائج عند البعض الآخر. تزاحمت الأسئلة في زمن مليء بالاستقطاب حول مغزى المشروع وأهدافه، وربط كثيرون بينه وبين أدوار وجهات سياسيّة واقتصاديّة. وعندما جمعت فريق العمل الذي سألني بدوره عن توجّه الجريدة ورسالتها أجبت: «توجّه الجريدة صناعة إعلامية بحتة هدفها الربح والاستمرار كما في أي صناعة أخرى».
ورسالتها؟ أجبت ببساطة أيضاً: «الرأي لصاحبه والخبر للقارئ».

بدأ العمل وصارت «الراي» منزلي، فالبدايات تتطلّب تركيزاً وسهراً واختبارات وتجارب. أحياناً نربط الليل بالنهار للتمكّن من الصدور في الموعد المُحدّد وأخذ موقعنا في ساحات الزمالة… والتنافس. صدر العدد الأول وكأنه المولود الأول بعد مخاضٍ عسير صاحبته تحدّيات لا علاقة لها بالمهنة وراكمت ثقلاً إضافيّاً على كاهلنا.

تجاوزنا كل ذلك التعب ونحن نمسك بصحيفة هي نِتاج جُهد مُشترك لأسابيع وأبلغت زملائي بصفتي رئيساً للتحرير آنذاك أن ما بعد ذلك اليوم ليس كما قبله، ففي كل يوم ولادة جديدة والتنافس يجب أن يتركّز على ذواتنا بمعنى أن نُقدّم باستمرار مُنتجاً أفضل مما سبقه، كما ذكرت عبارة من 3 كلمات طلبت من الزملاء حفظها جيداً.

أَصبت وأخطأت، تعلّمت وعلّمت، كانت الطريق مفروشة بالشوك أحياناً أكثر من الورد، ومع ذلك لم تزدني التحدّيات سوى إصرارٍ على التوسّع في المشروع مُعتمداً على ما لمسته من القُرّاء الذين اعتبرهم الشركاء الأساسيّين لنا… ودَيْنَهُم في رقبتي. كان دعمهم وتفاعلهم مُدهشاً بل عنصر قُوّة لي في المُضِيّ قدماً.

أسّسنا «تلفزيون الراي» ومعه الموقع الإلكتروني ومِنصّات التواصل الاجتماعي ومركز الدراسات. صارت الفكرة التي بدَأَت في رأسي وتقدّمت مع فريق عمل مُصغّر واتسع مداها مع مئات من الزملاء والتقنيّين واحدة من أضخم المؤسسات الإعلامية في الخليج والعالم العربي.

توالت التحدّيات والعثرات لكن إرادة التقدّم كانت أقوى. أو كما قال عمر المختار: «الضربة التي لا تقصم ظهرك تُقوّيك»، لم تحن أكتافنا الضربات بل زادتنا صلابة وقوة إنما بقيت أقدامنا على الأرض ولم تُغرنا النجاحات بالطيران رغم ارتفاع أرقام التصنيف أحياناً إلى درجة التحليق.

في كُلّ مقالاتي وتوجيهاتي إلى الزملاء أُكرّر وجوب استخدام العقل أكثر من العاطفة في التحليل ومقاربة الأمور. إنما إذا تحدّثت أنا شخصيّاً عن «الراي» فلا حبر أكتب به سوى حبر العاطفة ولا أتصفّح أوراق مسيرتها إلّا بنبض القلب.

هي المولود الذي احتلّ سنوات من عمري وأبعدني في غالب الأوقات عن أسرتي وأصدقائي، ولهؤلاء جميعاً أتقدّم باعتذاري الخاص رغم أنهم يعرفون أن لا جدوى من الاعتذار كون مهنة المتاعب تأسرك اجتماعيّاً وعائليّاً، فإن ابتعدت عنها قليلاً لارتباط ما فسيُعيدك تصريح ناري لمسؤول أو حادث كبير أو انفجار أو حرب أو اغتيال أو انتصار… إلى بلاط صاحبة الجلالة مهما حاولت الفصل بين وجودك المكاني وأثير الفِكرة أو المُبادرة.

كَبُر المولود واستمرّ في حصد الشهادات والألقاب، 27 سنة نقصوا من عمري إلى عمره وشكّلا عمراً واحداً في النهاية إن أردت توصيفه بتقويم الصدور الأول حتى اليوم.

عمر عنوانه الشغف والتحدي والإثارة والسبق والركض خلف الخبر والمقابلة والتحقيق. عنوانه بدايات صباحيّة صاخبة تموج بالأحداث والأفكار والمُتابعات، ونهايات مسائيّة نُحاول ما أمكن فيها تقديم خدمة لمشاهد وقارئ تختصر تطوّرات النهار وتفتح لهم آفاق ما بعد الخبر.

امتلأت الشوارع بإعلانات شركات الإحصاء التي تتحدّث عن تفوّق تلفزيون الراي في رمضان على مُختلف التلفزيونات المحلية والخارجية، وعن ريادة صحيفة «الراي» في مُختلف الشرائح عند الكويتيّين والمُقيمين، من الشباب إلى النساء إلى الاقتصاديّين والجامعيّين والموظفّين. وكالعادة، امتلأ قلبي قبل عقلي بأرقام من نور ما كان لها أن تَسطَع لولا جُهد كُلّ فرد في هذه المؤسسة – العائلة.

في آخر مناسبة اجتماعية التقى فيها جزء من فريق العمل في 9 مايو 2023 كشفت لهم بعض أسرار عشقي لـ«الراي» ولم أبُح بالأسرار كُلّها. تركت أشياء كثيرة لنفسي يختلط فيها البُعد الشخصي بالمِهني بالعاطفي.

قلت لهم إن «الراي» انتقلت من كونها أسرتي إلى كونها وطني المُصغّر. تحدّثت عن البدايات وعن الجيل القديم، وعن الحاضر وجيل التكنولوجيا والذكاء الصناعي، وكلاهما موجود في سلسلة واحدة.

نظرت إلى ابني الشاب مرزوق الذي كان واقفاً مع الفريق وقلت إن «الراي» صدرت وهو في السادسة من عمره. ثم نظرت إلى حفيدي جاسم الذي يقف بجانبه وقلت إنه لم يكن قد ولد عندما صدرت «الراي» وها هما اليوم، جيل بعد جيل، يشهدان على التطوّر الشبابي لـ«الراي» ومُواكبة المراحل، ويعيدان تذكير الحاضرين بالعبارة التي طلبت منهم عند صدور العدد الأول قبل 27 سنة حِفْظَها جَيّداً: «الرّاي وُجِدَتْ لِتَبْقَى».

كلّ نجاح، ومشاهدونا وقراؤنا بـ«رَأْيٍ» حُرّ.

محمد فودة.. يكتب : مصارحة شامله

يواصل الكاتب والاعلامي محمد فودة سلسلة مقالاته المتميزة عبر صفحات الشوري وفيها يكتب ( مصارحة شاملة .. اسمعوا كلام الحكومة )


ويوكد فودة ان مصر خطت على مدار الأعوام الثماني اعوام الماضية، ومنذ تولي الرئيس عبدالفتاح السيسى مهام الرئاسة، خطى ثابتة ومتسارعة نحو تحقيق إنجازات كبيرة في ملف الاستثمار معتمدة على اتخاذ قرارات جريئة للإصلاح الاقتصادى ما أدى إلى نقلة نوعية إيجابية شهدت لها مؤسسات التقييم الاقتصادى الدولية.


فالاقتصاد المصري كان في وضع غير مستقر ولكن الآن ومقارنة بالفترة التي سبقت تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي مهام الحكم فهو في حالة تعاف تام، ومن أهم الإنجازات التي تمت خلال السنوات الست الماضية في ملف الاستثمار هي توفير مناخ صحي للاستثمار خلال الفترة من يونيو 2014 وحتى وقتنا الحالي، حيث أصبح السوق المصري أكثر جذبا للاستثمارات.

واضاف فودة ،فقد جاءت الطفرة التي حققها الاقتصاد المصري كنتيجة مباشرة لثورة 30 يونيو والقرارات التي تم اتخاذها منذ تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي مهام الرئاسة، وبالأرقام فإن الاستثمارات الأجنبية المباشرة الجديدة إضافة إلى توسعات الشركات القائمة، وزيادة رؤس أموال الشركات، ارتفعت بشكل كبير منذ ثورة 30 يونيو قبل 6 سنوات، وحتى الآن، مما يؤكد النجاح غير المسبوق، لبرنامج الإصلاح الاقتصادي الذي قاده الرئيس عبد الفتاح السيسي.
فقد نمت الاستثمارات المباشرة في مصر بنسبة تزيد عن 250% خلال 6 سنوات، وبحسب بيانات وزارة الاستثمار، فإن الاستثمارات عام 2011 بلغت 2.2 مليار دولار، في حين ارتفعت إلى 7.7 مليار دولار عام 2018 .

نضال أبوزكي… يكتب / الأمن الغذائي في الدول العربية: بين الإمكانيات والتحديات

بقلم نضال أبوزكي، مدير عام مجموعة أورينت بلانيت

يُعد الأمن الغذائي من أبرز التحديات التي تواجه الدول العربية في الوقت الحالي، فالتغيرات المناخية والتدهور البيئي والنمو السكاني السريع والأوضاع الاقتصادية الصعبة هي أبرز العوامل التي تؤثر سلباً على الإنتاج الزراعي والغذائي لهذه الدول، وقدرتها في تلبية حاجات مواطنيها من الغذاء.

ويعاني نحو 52 مليون شخص في العالم العربي من الجوع ونقص التغذية، وتصل نسبة الأشخاص الذين يعانون من الجوع في بعض الدول العربية إلى 30%، وهو ما يشكل تحديًا كبيرًا في تحقيق الأمن الغذائي. ويعتبر الإنتاج الزراعي من أهم التحديات، ولا يزال يعتمد بشكل كبير على الموارد المائية المحدودة، حيث إن نسبة الأراضي المروية في الدول العربية لا تتجاوز 17% من إجمالي المساحة الزراعية. كما أن نسبة النمو الاقتصادي في الدول العربية قد تراجعت في السنوات الأخيرة، مما أثر سلبًا على قدرتها في تلبية احتياجات المواطنين من الغذاء.

وتشكل التغيرات المناخية تحدياً آخر في مجال الأمن الغذائي، حيث تؤدي الزيادة في درجات الحرارة والجفاف وتغير نمط الأمطار وارتفاع مستويات البحر وتدهور جودة التربة، إلى تراجع الإنتاج الزراعي وانخفاض نوعية المنتجات الزراعية، وبالتالي التأثير سلباً على الإنتاج الزراعي والثروة الحيوانية وجودة الموارد المائية، وتؤدي إلى نقص في الإمدادات الغذائية وزيادة الجوع والفقر.

وفي معظم الدول العربية، تسببت الإجراءات والتدابير الاحترازية نتيجة انتشار جائحة كوفيد-19 إلى تعرض سلاسل التوريد للعديد من الصعوبات، والذي أثر بدوره على إنتاج وتوزيع الغذاء وتوقف بعض الأنشطة الزراعية، الأمر الذي أدى إلى نقص في الإنتاج وتضرر بعض القطاعات الزراعية والصناعية. وفي الوقت نفسه، أدى تراجع النمو الاقتصادي وزيادة معدلات البطالة إلى تفاقم أزمة الفقر وعدم الاستقرار الاجتماعي، ما جعل بعض الفئات الفقيرة والمهمشة أكثر عرضة للجوع ونقص التغذية. وبالإضافة إلى ذلك، تسببت الأزمة في زيادة التضخم وارتفاع أسعار الغذاء وزيادة الضغوط على الفئات الفقيرة والمحتاجة.

وفي أوائل عام 2022، شهد العالم أزمة في إمدادات الغذاء بسبب الحرب الروسية الأوكرانية والتي أدت إلى تراجع كبير في إنتاج الحبوب والمحاصيل الزراعية. وتشير بعض التقارير والتحليلات إلى أنه في الأسابيع الأولى من الحرب، ارتفعت أسعار الحبوب في الأسواق العربية بنسبة تتراوح بين %20 إلى 50%. ووفقاً لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة “فاو”، فإن أسعار الحبوب في شمال أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا ارتفعت بنسبة 22% في الفترة من ديسمبر 2021 إلى فبراير 2022.

كما أدت الحرب الروسية الأوكرانية إلى تفاقم الأوضاع الغذائية في المناطق المتضررة، مما جعل الحصول على الغذاء صعبًا بشكل متزايد، وأثّر ذلك بشكل كبير على سلاسل الإمداد. وتشير التقارير العالمية إلى أن الحرب أفضت إلى زيادة حادة في أسعار الغذاء في المناطق المتضررة، مما تسبب في تفاقم الأمن الغذائي وتعزيز الفقر والجوع.

وتعاني الدول العربية من ارتفاع فاتورة استيراد الأغذية من الخارج بالعملة الصعبة بشكل متزايد. ووفقاً لتقرير قطاع الشؤون الاقتصادية بجامعة الدول العربية، تصل قيمة فاتورة استيراد الدول العربية من الأغذية نحو 100 مليار دولار سنوياً.

وتستورد الدول العربية نحو 63.5% من احتياجاتها من القمح، و75% من الذرة، وهو المكون الأكبر للأعلاف اللازمة لإنتاج اللحوم الحمراء والدواجن، و55% من الأرز، و65% من السكر، و55% من الزيوت النباتية، وذلك بحسب تقرير أوضاع الأمن الغذائي العربي، الصادر عن المنظمة العربية للتنمية الزراعية.

وعلى الرغم من تحديات الأمن الغذائي الكبيرة التي تواجه الدول العربية، إلا أن هناك جهودًا كبيرة تبذل لتحقيق الأمن الغذائي وزيادة الإنتاج الزراعي، حيث تشهد بعض الدول نمواً ملحوظاً في الإنتاج الزراعي والثروة الحيوانية، وزيادة الإنتاجية والفعالية في استخدام الموارد الطبيعية.

وتصدرت دولة الإمارات ترتيب الدول العربية على مؤشر الأمن الغذائي خلال الربع الثاني من 2022، بعد أن حلّت في المركز 26 على العالم، تليها قطر في المرتبة الثانية عربيًا و29 عالميًا، ثم البحرين في الترتيب الثالث عربيًا و30 عالميًا وعُمان في المركز 41 والجزائر 43 ثم السعودية 44 على مستوى العالم.

ويعتبر التحول الرقمي في القطاع الزراعي خطوة هامة نحو تحقيق الأمن الغذائي وتحسين الإنتاج الزراعي في المنطقة العربية، حيث يساهم في تحقيق زيادة الإنتاجية وتحسين جودة المحاصيل، وتقليل التكاليف والتسهيلات في الإدارة الزراعية، وتقليل التأثير البيئي للزراعة. ومع ذلك، فإن التحول الرقمي في الزراعة يتطلب استثمارات كبيرة في التكنولوجيا الزراعية الحديثة، وتدريب المزارعين والعاملين في القطاع على استخدام هذه التقنيات الحديثة.

وتعاني الدول العربية من تحديات عديدة في تطبيق التحول الرقمي في القطاع الزراعي، بما في ذلك نقص الاستثمار في التكنولوجيا الحديثة، ونقص التدريب والتوعية بشأن هذه التقنيات، وتحديات أخرى في توفير البنية التحتية اللازمة لدعم هذه التقنيات. ومع ذلك، فإن هناك بعض الأمثلة الناجحة في العالم العربي، مثل تطبيق تقنيات الري بالتنقيط في مصر وتونس، واستخدام الروبوتات في جني الفواكه في دولة الإمارات.

وتحتاج الدول العربية إلى العمل على تحسين بنية التكنولوجيا الرقمية وتعزيز الوعي بأهمية استخدام التكنولوجيا الحديثة في الزراعة، ومن المهم أن تشمل هذه الجهود توفير التدريب والدعم الفني للمزارعين لتحسين فهمهم للتقنيات وتطبيقها بطريقة صحيحة. كما يجب تطوير التشريعات واللوائح لدعم التحول الرقمي في الزراعة، وتسهيل إنشاء المزارع الذكية وتوفير الدعم الحكومي لها. ويجب على الحكومات والمؤسسات الخاصة تحسين البنية التحتية للاتصالات لتوفير شبكات اتصالات عالية السرعة والجودة، وذلك لتمكين تطبيقات التحول الرقمي في الزراعة، بالإضافة إلى تقديم التدريب والتوعية للمزارعين والعاملين في القطاع الزراعي حول كيفية استخدام التقنيات الرقمية وتطبيقها بطريقة فعالة ومجدية. ويمكن أن تساعد التقنيات الرقمية في زيادة الإنتاجية وتحسين جودة المنتجات الزراعية، وتقليل التكاليف وزيادة الكفاءة في استخدام الموارد الطبيعية.

وتساعد التقنيات الحديثة مثل تحلية المياه واستخدام الأسمدة الحيوية في تحقيق نتائج إيجابية في الإنتاج الزراعي، مما يؤدي إلى زيادة الإنتاج وتحسين جودة المنتجات الزراعية المتاحة للمستهلكين. وتشارك العديد من الدول العربية في برامج دعم الإنتاج الزراعي والاستثمار في التقنيات الحديثة لتعزيز الأمن الغذائي.

علاوة على ذلك، تعمل الدول العربية أيضًا على تحسين البنية التحتية اللوجستية وتوفير الخدمات اللوجستية المناسبة، مما يساعد على توفير المواد الغذائية للمستهلكين بسهولة وأمان، ويسهم في الحد من الهدر الغذائي.

وعلى الرغم من هذه الجهود الحثيثة، إلا أن التحديات لا تزال كبيرة وتشمل تغيرات المناخ والجفاف وتلوث المياه والتربة وغيرها من العوامل البيئية والاقتصادية التي تؤثر على الإنتاج الزراعي والأمن الغذائي. لذلك، يتعين على الدول العربية العمل على تعزيز الأمن الغذائي، من خلال تحسين إنتاجها الزراعي وزيادة الاستثمارات في هذا المجال وتنمية الموارد الطبيعية وتطوير التكنولوجيا وتحسين نظم الإدارة الزراعية والتجارية.

محمد فودة يكتب: الاستثمار طوق النجاة لإنقاذ الاقتصاد المصري

يواصل الكاتب والاعلامي محمد فودة سلسلة مقالاته المتميزة عبر صفحات الشوري وفيها يكتب : الاستثمار طوق النجاة لإنقاذ الاقتصاد المصري


وقال فودة ،تتوالى الإشادات الدولية بقدرة الاقتصاد المصرى على مواجهة الأزمات الاقتصادية العالمية، بداية من جائحة كورونا وأزمة سلاسل الإمداد العالمية وانتهاء بالتداعيات السلبية للأزمة الأوكرانية، ورغم تلك التحديات فقد حقق الاقتصاد معدل نمو بلغ 6.6% خلال 2022.


وكشف فودة عن مؤشرات وتقارير صادرة عن 60 مؤسسة دولية وإقليمية حول أداء مصر فى عدد من المجالات التنموية خلال عام 2022، أظهرت مرونة مختلف قطاعات الاقتصاد الوطنى على الرغم من الأزمة الجيوستراتيجية العالمية التى تؤثر على مفاصل الاقتصاد الدولى.

أشار فودة إلى تزايد الثقة العالمية فى الاقتصاد المصرى، الأمر الذى سيؤدى إلى تعافى معدلات الاستثمار الأجنبى على المدى المتوسط، كما أن هناك توقعات باجتذاب مصر استثمارات بقيمة 22 مليار دولار خلال الفترة المقبلة.

المؤسسات الدولية والإقليمية سلطت الضوء على دعم مصر لشبكة الحماية الاجتماعية المحلية والتى وصلت مخصصاتها إلى 321.3 مليار جنيه فى موازنة 2021/2022، فضلا عن تقدم مصر فى كثير من التصنيفات الدولية الخاصة بالتعليم والبحث العلمى.

واوضح فودة ان مصر قدمت العديد من القوائم الإقليمية فى مجال توليد الكهرباء من طاقتى الشمس والرياح، وتوسّعت فى مجال الهيدروجين الأخضر لاسيما داخل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وأصبحت الأولى عربيا فى مشروعات إنتاج الهيدروجين بنحو 23 مشروعًا خلال 2022 .