شجاعة أبى الحسن علىّ … بقلم / وليد عماشه مدرس العلوم الشرعية بمعهد فتيات بهوت الإعدادى الثانوى
علىُّ بن ابى طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ، ابن عم النبى ، وأمه فاطمة بنت اسد بن هاشم بن عبد مناف ولد رضى الله عنه فى جوف الكعبة 13 رجب 23 ق.ه الموافق 17 مارس 599م وتوفى 21 رمضان 40ه الموافق 27 يناير 661م أسمته أمه حيدرة نسبة لأبيها أسد ، والحيدرة تعنى الأسد ، ثم غيره أبوه فسماه عليّا وبه عرف واشتهر تربى في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك لما أصاب قريشا القحط حمله رسول الله تخفيفا على عمه أبى طالب فكان الرسول يحبه ما جعله يعوضه حنان الأب يقول محمود عباس العقاد في كتابه عبقرية الإمام على ( كان علىُّ أصغر أبناء أبويه وأكبر منه جعفر وعقيل وطالب ، وبين كل منهم وأخيه عشر سنين . قيل إن عقيلا كان أحب هؤلاء الأخوة إلى أبيه ، فلما أصاب القحط قريشا ، وأهاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بعميه حمزة والعباس أن يحملوا ثقل أبى طالب في تلك الأزمة جاءوه وسألوه أن يدفع اليهم ولده ليكفوه أمرهم ، فقال دعوا عقيلا وخذوا من شئتم ، فأخذ العباس طالبا ، وأخذ حمزة جعفرا ، وأخذ النبى صلى الله عليه وسلم عليّا كما هو مشهور ، فعوضه إيثار النبى بالحب عن إيثار أبيه ) ومن أهم ماتميز به رضى الله عنه من صفات (الشجاعة والقوة الجسدية) فقد عرف عنه واشتهر بين الناس بشجاعته وقوته الجسدية التى فاق بها اقرانه فكان لا يصارع أحدا إلا صرعه ولا يبارز أحدا إلا قتله ويصيح الصيحة فتنخلع لها قلوب الشجعان ، وكان رضى الله عنه لا يبالى الحر والبرد ، فيلبس ملابس الصيف في الشتاء والشتاء في الصيف وعندما سئل عن ذلك قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث الى وأنا أرمد العين يوم خيبر فقلت يارسول الله إنى أرمد العين فقال اللهم اذهب عنه الحر والبرد ، فما وجدت حرا ولا بردا منذ يومئذ… ومن شجاعته مناهضته لعمرو بن وُد فارس الجزيرة العربية الذى كان يقوم بألف رجل حيث صح أن عمرو خرج يوم الخندق مقنعا في الحديد ينادى جيش المسلمين من يبارز فصاح عليّا أنا يا رسول الله فمنعه الرسول صلى الله عليه وسلم قائلا إنه عمرو بن وُد اجلس ، ثم عاد عمرو ينادى ألا رجل يبارز؟ وأخذ يؤنب المسلمين قائلا : أين جنتكم التى زعمتم أنكم داخلوها إن قتلتم ؟ أفلا تبرزون لى رجلا؟ فقام علىُّ مرة بعد مرة وهو يقول أنا له يا رسول الله ، ورسول الله يقول له مرة بعد مرة أجلس إنه عمرو ، وهو يجيبه وإن كان عمرا.. حتى أذن له فمشى اليه فرحا بهذا الإذن الممنوع كأنه الإذن بالخلاص .. فاستصغره عمرو وأقبل يسأله من أنت ؟ قال : ولم يزد أنا علىُّ قال : ابن عبد مناف ؟ قال : ابن أبى طالب . فقال له عمرو من أعمامك من هو أسن ، وإنى أكره أن أهريق دمك ، فقال علىُّ وإنى والله لا أكره أن أهريق دمك . فغض عمرو وأهوى اليه بسيف كان كما قال واصفوه كأنه شعله نار ، واستقبل علىُّ الضربة بدرقته فقدها السيف وأصاب رأسه ثم ضربه علىّ على حبل عاتقه فسقط ونهض ، وسقط ونهض ، وثار الغبار فما انجلى إلا عن عمرو صريعا وعلى يجأر بالتكبير . ومع شجاعته النادرة والتى اشتهر بها فقد كان لا يبدأ أحد بالنزال مروءة وتورعا ومن وصاياه لابنه الحسن ( لا تدعون إلى مبارزة ، فإن الداعى اليها باغ والباغى مصروع ) قال معاوية بن أبي سفيان لضرار الصدائي: يا ضرار صِف لي عليًّا، قال: أعفني يا أمير المؤمنين، قال معاوية: لتصفنه، فقال: كان والله بعيد المدى، شديد القوى، يقول فصلاً ويحكم عدلاً، يتفجر العلم من جوانبه، وتنطق الحكمة من نواحيه، كان والله غزير الدمعة، طويل الفكرة، يعجبه من اللباس ما قصر، ومن الطعام ما خشن، يعظم أهل الدين ويحب المساكين، لا يطمع القوي في باطله، ولا ييأس الضعيف من عدله، فبكى معاوية حتى اخضلت لحيته وقال: رحم الله أبا الحسن. لقد أفرط أتباع الإمام ومحبيه فى حبه وأفرط من أبغضه فى بغضه حتى أوصله أتباعه ومحبيه إلى مرتبة الألوهية ، ومن أبغضه أوصله إلى مرتبة الكفر، فالروافض يعبدونه فينهاهم عن عبادته ويستتيبهم فلا يستجيبون فيأمر بإحراقهم فيقولون: إنه الله ، ولا يعذب بالنار إلا الله… والخوارج يتهمونه رضى الله عنه بالكفر ويطالبونه بالتوبة ويعلنون ذلك على منابرهم ..وصدق الإمام علىّ حين قال ( ليحبنى أقوام حتى يدخلوا النار فى حبى ، ويبغضنى أقوام حتى يدخلوا النار فى بغضى ) وقال ( يهلك فى رجلان ، محب مفرط بما ليس فىّ ، ومبغض يحمله شنآنى على أن يبهتنى ) حمى الله مصر… شعبا ….وجيشا …. وأزهرا…