وداعا العلامة أحمد طه ريان …. بقلم / وليد عماشه مدرس العلوم الشرعية بمعهد فتيات بهوت الإعدادى الثانوى
رحل عن عالمنا اليوم الأربعاء 17/ 2/ 2021م شيخ السادة المالكية وأحد أعضاء هيئة كبار السادة العلماء ورئيس موسوعة الفقه الإسلامى بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية
ولد الدكتور / أحمد طه ريان 10/ فبراير 1939م بالأقصر وتوفى 17/ فبراير 2021م عن عمر 82 عاما
هو أحد العلماء الربانين فى عصرنا الحالى والذى يشهد له القاصى والدانى ممن تتلمذوا على يديه واستمعوا له ، يعد الشيخ أنموذجا فريدا من التدين والعلم والورع ، يعتبره علماء عصره شيخ السادة المالكية فى مصر والعالم حيث كان يدرس الفقه المالكى بالجامع الأزهر إلى أن توفاه الله
وبوفاته انطفأت شعلة من شعل العلم المضيئة فى سماء الدنيا ، لم يألوا جهدا يوما ما فى خدمة الإسلام والمسلمين فما بين دروسه بالجامع الأزهر والجامعة وما بين تدوينه لمؤلفاته التى تذخر بها المكتبة الإسلامية .
لقد أعطى ما استطاع أن يعطى دون تقصير ، وأنجب علما وفكرا يحق لنا أن نفخر به دون غرور ، وهو وإن كان قد رحل بجسده إلا أنه سيبقى بيننا بعلمه وأخلاقه وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من : ثلاث صدقة جارية ، أو علم يتفع به ، أو ولد صالح يدعو له” ولله در القائل :
ما مات من مات محمودا خصاله …… بل مات من عاش مذموما من الكذب
كان رحمه الله دائم الدعوة إلى ترك التشدد الذى لا داعى له ، وكان يقول ” الشريعة نفسها سهلة وواضحة وبينة والناس يقبلون عليها لسماحتها ، والنبى صلى الله عليه وسلم كان يقول إنه بعث بالحنفية السمحة أى السهلة ” ، سئل رحمه الله ” ما ردك على من يتهم المذهب المالكى بالتشدد ” ؟ فقال :-
لا ، هذا كلام ليس صحيحا على الإطلاق ، فلا يوجد مذهبا متشددا على الإطلاق ، ولا متساهلا على الإطلاق ، وإنما يوجد فى كل مذهب مسائل مشددة وأخرى مخففة ، ولذلك اقترح أحد شيوخ الأزهر القدامى أن يدرس الطالب الفقه على المذاهب الأربعة وبالفعل استحدثت فى كلية الشريعة مادة جديدة اسمها ” الفقه المقارن” ما وضح للدارسين طبيعة كل مذهب .
وفى النهاية لا نملك إلا أن نقول ” إن العين لتدمع ، وإن القلب ليحزن ، ولا نقول إلا ما يرضى ربنا ، وإنا لله وإنا إليه راجعون “
حمى الله مصر..
شعبا ….وجيشا ….وأزهرا