من كتابي (مشاهد الجلال: عن شيخ الأزهر الشيخ سليم البشري). المؤلف : احمد ابراهيم احمد الازهرى

من المواقف الخالدة المجيدة، والتي تبرز لنا مَعلم من معالم المنهج الأزهري : وهو تسخير العلم _ الذي تعلموه في الأزهر وما غرسه فيهم من الخلق الرفيع _ بنفع الناس، وقضاء حوائجهم، والتسابق في فعل الخير، ما رواه العلامة الشيخ صالح الجعفري_ رحمه الله _، عن شيخ الأزهر الشيخ سليم البشري، قال :(والشيخ سليم البشري اشترى قفطاناً جديدا، فجاءه عالم ليزوره، فأدرك الشيخ أن ذلك الرجل ليس عنده ثياب جديدة يرتديها في العيد، فأعطاه قفطانه الجديد، ومعه جبة وعمامة، فتمنع الرجل وقال له هذا قفطانك يا مولانا وأنت لم تلبسه، فأبى الشيخ سليم البشري إلا أن يعطيه له، وقال لأولاده: (لو كان هذا القفطان من نصيبي أنا، ما حضر هذا الرجل في مثل هذه الساعة، وإنما هو له).وكانت عند الشيخ سليم البشري طلمبة مياه في بيته، فجاء رجل ليشرب منها، فنادى الشيخ وأمر له بطعام ولحم، فقال الرجل: لا أريد طعاماً بل أريد مالاً، وكان يجلس عند الشيخ سليم : الشيخ السمالوطي، وكان عديله، فغضب من رفض الرجل الطعام، ولكن الشيخ سليم رحمه الله قال له يا محمد! أترضى أن يقال: إن سائلاً وقف بباب شيخ الأزهر فطرده؟! ثم أعطى الرجل مالاً وأطعمه الطعام وهو يقول له : ( كُل! فهذا بيت شيخ الأزهر ).من كتابي (مشاهد الجلال: مواقف خالدة لعلماء الأزهر من خلال “جمهرة اعلام الأزهر”).