{وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ}…بقلم :- وليد عماشه مدرس العلوم الشرعية بمعهد فتيات بهوت الإعدادى الثانوى

{وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ}…بقلم :- وليد عماشه مدرس العلوم الشرعية بمعهد فتيات بهوت الإعدادى الثانوى
وليد-عماشة-1
وليد-عماشة-1

عَنْ مُجَاهِدٍ، ” {وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ} الرَّجُلُ يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ الْحِنَةُ، فَيَرَاهُ فَيُعْرِضُ عَنْهُ ” يقول القرطبي في تفسير هذه الآية: “هو أن تلوي شدقك إذا ذكر الرجل عندك كأنك تحتقره، فالمعنى: أقبل عليهم متواضعاً مؤنسا مستأنسا، وإذا حدثك أصغرهم فأصغ إليه حتى يكمل حديثه، وكذلك كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يفعل .: تفسير القرطبي ـ (14 / 69) تعد وصايا لقمان الحكيم الواردة في سورة لقمان أنموذجا تربويا لأصول التربية المستقيمة، و دستوراً كاملاً في أصول التربية الإسلامية فقائلها رجل عرف بالحكمة، قال تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ…}. لذا فإن وصاياه من الأهمية بمكان في التربية والتنشئة الحسنة،والتى ينبغى علينا أن ننشيء أولادنا عليها، ومن أهم تلك الوصايا عدم الإعراض عن الناس والتكبر عليهم واحتقارهم وذلك يتضح جليا من وصية لقمان لابنه فى قوله تعالى {ولا تصعر خدك للناس} أى لا تعرض عنهم بوجهك تكبرا أو تترك الكلام معهم والسلام عليهم وهذا ما نهى عنه صلى الله عليه وسلم ففى حديث أنس بن مالك رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( لا تباغضوا ولا تدابروا ولا تحاسدوا وكونوا عباد الله إخوانا ، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ) والتدابر الإعراض بالوجه ، ومن المعلوم أن من أحببته أقبلت عليه بوجهك وواجهته لتسره ويسرك ، ومن أبغضته وليت دبرك له وأعرضت عنه . والتكبر ليس من أخلاق المؤمن، فلو عرف المتكبر حقيقة نفسه وأن أوله نطفة قذرة، وآخره جيفة منتنة لخجل من نفسه، ووقف عند حده، وقد ضرب النبي صلى الله عليه وسلم بتواضعه المثل الأعلى في ذلك، فلم يعرف عنه أن رفض دعوة أقل الناس شأناً، ولم يتعال على أحد من قومه بل كان يقول: “إنما أنا عبد الله ورسوله” ، ففى سنن ابن ماجةعن قيس ابن حازم : أن رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام بين يديه فأخذته رعدة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((هون عليك فإنى لست بملك ، إنما أنا ابن إمرأة من قريش كانت تأكل القديد )) ولم يرد طلباً لأحد فإن الأمة تأخذ بيده وبه فتنطلق به في حاجتها فعن أنس بن مالك رضى الله عنه قال ( إن كانت الأمة من إماء أهل المدينة لتأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فتنطلق به حيث شاءت ) رواه البخارى (4/605) فانقياده صلى الله عليه وسلم لهذه الأمة وموافقته لها حتى تقضى حاجتها دليل على تواضعه وحسن خلقه ، وهذا ما يؤكده أوس ابن خولى حين أوصاه النبى صلى الله عليه وسلم بالتواضع وعدم التكبر ففى الحديث عَنْ أَوْسِ بْنِ خَوْلِيٍّ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – فَقَالَ: ” يَا أَوْسُ، مَنْ تَوَاضَعَ لِلَّهِ رَفَعَهُ اللهُ، وَمَنْ تَكَبَّرَ وَضَعَهُ اللهُ ” معرفة الصحابة لأبي نعيم – (1 / 02)(977) صحيح لغيره حمى الله مصر.. شعبا ….وجيشا ….وأزهرا.

admin

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *