اعلام اسيوط ( سيد جلال شيخ البرلمانيين والاقتصادي العصامي)خرج من قريته ماشيًا للقاهرة لعدم وجود ثمن تذكرة القطار(1901 – 1987م) …. بقلم علاء الشريف

اعلام اسيوط   ( سيد جلال شيخ البرلمانيين والاقتصادي العصامي)خرج من قريته ماشيًا للقاهرة لعدم وجود ثمن تذكرة القطار(1901 – 1987م)   …. بقلم علاء الشريف

وُلد سيد جلال جيلاني مبروك العدوي عام 1901م في قرية بني عدي التابعة لمركز منفلوط والتي تشتهر بارتفاع نسبة التعليم للجنسين على كافة المستويات، وأنجبت لمصر العديد من المشاهير في كافة المجالات أمثال شيخ الأزهر الأسبق الشيخ الفاضل / حسنين مخلوف، والعلامة القانوني الوزير الأسبق الدكتور / أحمد كمال أبو المجد، والداعية الأشهر الراحل / إسماعيل صادق العدوي…الخ.ولد سيد جلال في أسرة ريفيـة فقيـرة، وعانى اليتم بعد رحيل والديه وهو في الخامسة من عمره، فاضطر أن يعمل أجيرًا في الحقول. وعندما ضاقت به الدنيا سافر إلى القاهرة. كان استقبال القاهرة له قاسيًا متجهمًا لا يمنح إلا الجوع والتعب والشعور بالغربـة والضياع، فسافر إلى بورسعيد وهناك عمل ساعيًـا في شركة أجنبية لتجارة الغلال. وقد أنضجته التجارب المريرة فثابر حتى تعلم القراءة والكتابة، وحفظ القرآن الكريم كاملاًً، ثم تعلم اللغات الأجنبية: الانجليزية والفرنسية واليونانية والايطالية والأرمينية.سيد جلال نموذج لطراز فريد للتثقيف الذاتي، بالكفاءة ارتقى الساعي البسيط إلى منصب وكيل الشركة، ثم عمل مستقلاً في الاستيراد والتصدير واستصلاح الأراضي وتشييــد المصانع المنتجة، وأصبح سيد جلال بعد سنوات من أغنى الأغنياء.تقدم حياة سيد جلال دروسًا بليغـة عن الإنسان المكافح الذي يعتز ببدايته ولا يتنكر لها فهو يراها صفحات تستدعي الفخر والمباهاة ولا يفعل ما يمارسه المدعون إذ يصنعون لأنفسهم تاريخًا مزيفًا وكأنهم يتبرءون من ماضيهم الفقير البسيـط. كان سيد جلال يقترب من سـن الستين حين اشترى شركـة غارقـة في الديون هي شركة الصناعات المتحدة في شبرا الخيمة، ليتمكن من الوفاء بديونها وتحويلها إلى شركة تحقق أرباحًا عالية.أما على الصعيد البرلماني، فقد خاض الأب الروحي لدائرة باب الشعرية معارك عدة لاستصدار قوانين وتشريعاتٍ مختلفة، مثل استغلال النفوذ، ومحاكمة الوزراء، وخفض الإيجارات الزراعية، ولعل أبرز إنجازاته هو نجاح حملته لمكافحة البغاء العلني، وهو ما أسفر عن إلغاء البغاء عام 1947.كان سيد جلال واحدًا من أشهر العصاميين الذي بني نفسه من الصفر حيث خرج من قريته ماشيًا للقاهرة لعدم وجود ثمن تذكرة القطار، إنه النائب الأشهر وشيخ نواب مصر سيد جلال، وكان نائبًا دائمًا لباب الشعرية التي بدأ فيها حمالاً بسيطًا، ثم بني أعماله بالجهد والعرق، وأنشأ بها مستشفى كبيرًا مازال يحمل اسمه وكان يؤمن أن النائب خادم للشعب.لم يكن سيد جلال فقط “ابن بلد” كما شاع عنه، ولا كان فلاحًا أصيلاً فقط، ولا كان تاجرًا أو رجل صناعة كبيرًا، وكفى ولكنه، في الأساس، اشتهر بأنه أحب شيئًا وحيدًا، كان هو المفضل إلى قلبه، وهو خدمة الناس والعمل علي حل مشاكلهم، وكان من هوايته استصلاح الأراضي البور، وتحويلها، بضربة من يده، إلى أرض حية، تبعث على الفرح والبهجة.فارق سيد جلال الدنيا في يناير1987، فهو شيخ البرلمانيين والاقتصادي العصامي الذي صعد إلى القمة بجهده وعرقه والأب الروحي لحي باب الشعرية الشعبي العريق، رجل وطني شجاع لم يحمل حقدًا أو ضغينة، تفانى في خدمة البسطاء.رحمة الله عليه وأسكنه فسيح جناته بقدر ما قدم لدينه ووطنه وأهله،

admin

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *