الإعلامي محمود كمال.. يكتب : عواقب مهزلة الانتخابات في إيران وخلافة خامنئي
ستجرى الانتخابات الرئاسية للنظام الإيراني في 28 حزيران/يونيو. جميع المرشحين الستة هم ايادي خامنئي والمجرمون التابعون له، وجميعهم كانوا مسؤولين في هذا النظام في الماضي والحاضر، لذلك، فإن وصفهم بأنهم “الكلب الأصفر هو شقيق ابن آوى”، يشير إلى أنهم لا يختلفون عن بعضهم البعض في كونهم مجرمين.
الترويج لرواية أن هناك أصوليين وإصلاحيين، وأن أحد المرشحين إصلاحي والبقية أصوليون، هو محاولة من خامنئي لتسخين الانتخابات. لأن هذا المرشح الإصلاحي المزعوم قد أكد منذ اليوم الأول أنه تابع لخامنئي باستخدامه عبارة أنا معدن منصهر فيه.
لا ننسى أنه في الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية للنظام، التي جرت قبل شهرين، شارك 3٪ فقط من الناخبين المؤهلين، وفقا لمسؤولي النظام. مما لا شك فيه أن مقاطعة الشعب الإيراني للانتخابات الرئاسية للنظام هذه المرة ستكون أوسع بكثير من ذي قبل، وقد انكشفت لعبة الأصوليين والإصلاحيين بالكامل في نظر الشعب الإيراني في انتفاضة الشعب عام 2017 حين رفع شعار “أيها الإصلاحي الأصولي انتهت اللعبة”.
لكن هذه المرة، فإن موضوع الانتخابات الرئاسية للنظام يتجاوز مجرد تعيين رئيس دمية، الموضوع الرئيسي هو مسألة خلافة خامنئي. القضية الرئيسية هي حسم موضوع خليفة خامنئي من أجل الحفاظ على النظام، وستتمحور قضية الانتخابات الرئاسية للنظام حول هذا الأساس.
من خلال هذه الانتخابات، يسعى خامنئي إلى العثور على رئيس يمكنه من خلاله تأمين خليفته المنشود، وإلا فإن الفصائل المختلفة داخل النظام ستقاتل بعضها البعض مثل الذئاب مما يؤدي إلى تمزيق نظامه.
وهنا يكمن مأزق خامنئي. فمن ناحية، يريد خامنئي تعيين شخص مطيع له تماما مثل إبراهيم رئيسي لضمان خليفته المنشود، ولكن من ناحية أخرى، لا يمكن لهؤلاء المرشحين الستة، رغم كونهم مجرمين ومعادين للشعب، أن يكونوا مطيعين تماما لخامنئي مثل رئيسي. كان إبراهيم رئيسي يحمل على عاتقه مسؤولية مجزرة عام 1988 وكان ضمانًا لولائه، مما جعله شريكا مخلصا لخامنئي.
هذا هو المأزق الرئيسي لخامنئي، والآن “كأس السم الذي يمثله مصرع إبراهيم رئيسي يجتاح بيت النظام كبيت العنكبوت، وستظهر آثاره في النظام، ولن يتمكن خامنئي من إنقاذ نظامه من خلال إثارة الحروبب في المنطقة.
لذلك، مهما كانت نتيجة هذه الانتخابات، فإن خامنئي سيخرج منها بلا شك أضعف وأكثر هشاشة، لن يكون خامنئي قادرا على الإطلاق على سد الفجوة في قمة الحكومة، ونتيجة لهذه الفجوة هي عدم قدرته خامنئي على تحديد المصير النهائي لخليفته، على العكس، ستتفاقم الصراعات بين الفصائل المختلفة للنظام أكثر مع مرور الوقت.
قد تكون النتيجة الحتمية لمثل هذا الصدع في قمة النظام هي خلق أكبر مساحة ممكنة للشعب الإيراني لانتفاضات شعبية واسعة النطاق لإسقاط نظام الملالي، خاصة وأن المقاومة المنظمة للشعب الإيراني تعمل بشكل متزايد على شكل وحدات المقاومة لتحريك القوى الشعبية لإسقاط نظام الملالي، وهذا هو الكابوس الذي يخشاه خامنئي كثيرا. لقد كثف خامنئي من الشيطنة والتآمر ضد منظمة مجاهدي خلق الإيرانية.
لهذا السبب زادت مؤامرات خامنئي عشية التجمع السنوي للمقاومة الإيرانية والمظاهرات الكبيرة للإيرانيين في ألمانيا في 29 يونيو. لكن كما هو الحال دائما، لن تجدي هذه الحيل نفعا.
ما سيواجهه خامنئي هو نتيجة حتمية وديناميكية للديكتاتورية وإثارة الحروب في المنطقة.
إن إثارة خامنئي للحروب في المنطقة لم تنقذ نظامه، بل تحولت إلى مستنقع بالنسبة له.
في هذه الحالة، فإن أي نوع من التنازل لهذا النظام والرضوخ لابتزازاته هو مجرد إطعام التمساح.
يجب على كل من يريد السلام والهدوء والتقدم في هذه المنطقة من العالم أن يدعم رغبة الشعب الإيراني في إسقاط النظام وحق الشعب الإيراني في محاربة الحرس الوحشي لخامنئي، الذي يعد السبب الرئيسي لعمليات القتل في إيران وفي المنطقة.