“دبي للإعلام” داعمة الدراما الإماراتية وبيتها الأول
كتب ابراهيم احمد
يواصل الفنان الإماراتي أحمد الجسمي المضي في دروب الدراما المحلية، مجسداً فيها حالة فنية خاصة بفضل قدرته على تنويع شخصياته وأدواره، وفي رمضان يطل الجسمي في مسلسل “ذاكرة قلب” مرتدياً “بدلة البروفيسور غانم” ليقدم من خلالها شخصية جديدة تضاف إلى سجله الحافل بالنجاحات.
حكاية “ذاكرة قلب” الذي يعرض يومياً على قناة “سما دبي” تبدو مختلفة، ففيها تذهب الكاتبة الإماراتية بشاير العبدولي ناحية “الدراما النفسية” ويجسدها المخرج أحمد المقلة على الشاشة بحلول بصرية أضافت مزيد من الإبداع للعمل الذي أكد الجسمي أنه “قائم على الحالات النفسية”، مشيراً إلى أن قوة النص والحلول البصرية من أهم أسرار نجاح “ذاكرة قلب”، مؤكداً أهمية دعم “دبي للإعلام” للمسلسل ودورها في صنع أعمال درامية خليجية مميزة، واصفاً إياها بـ “بيته الأول”، وإنها الداعم الأول للدراما الإماراتية والخليجية.
“العمل قائم على الحالات النفسية، ولأجله قامت مؤلفته بشاير العبدولي بعمليات بحث عميقة”، بهذا التعبير يصف الجسمي أهمية “ذاكرة قلب”، ويقول: “في هذا العمل أثبتت الدراما الإماراتية قدرتها على الخروج عن المألوف وتقديم أعمال قادرة على ملامسة قضايا المجتمع، كونه يتطرق إلى العديد من النواحي الإنسانية والاجتماعية ويقدمها في قالب جديد قائم على الدراما النفسية جمعت خيوطها الكاتبة بشاير العبدولي التي تمتلك خيالاً وحواراً جميلاً وقدرة عالية على الاهتمام بالتفاصيل”، ويبين الجسمي أن شخصية “غانم” أضافت له الكثير، ويقول: “اعتبر أن أي شخصية أجسدها على الشاشة تضيف الكثير إلى مسيرتي الفنية، وبالنسبة لـ “غانم” فهي تدخل في نطاق الأداء، حيث تطلبت مني الاشتغال على منطقة المشاعر والتعمق فيها وفهم التحولات النفسية واختلاف الأنماط الشخصية.
من جهة ثانية، يؤكد الجسمي أن “النص يمثل العمود الفقري لأي عمل فني”. ويقول: “نعيش في زمن الانفتاح ووجود العديد من المنصات الرقمية العالمية التي تحظى بمتابعة واسعة خاصة لدى فئة الشباب الذين يتابعون من خلالها أعمالاً ضخمة في حكاياتها وحبكاتها وإنتاجها، ما يشير إلى أن مهمتنا أصبحت أصعب، فنحن بحاجة لتقديم أعمال تتميز بأفكارها وحلولها البصرية وإنتاجاها، وأن تحترم عقل المشاهد وترتقي بذائقته، وذلك لا يمكن أن يتم إلا عبر انتقاء حكاية تتميز بمعالجة درامية صحيحة ترفع من سوية العمل وتعزز قدرته على شد انتباه الجمهور لمتابعته حتى نهايته”.
ومن خلال “ذاكرة قلب” يجدد الجسمي علاقته مع المخرج البحريني أحمد المقلة، حيث سبق لهما العمل سوياً في الكثير من المسلسلات، وفي هذا الإطار يقول الجسمي: “أحمد المقلة مخرج مبدع، وعلاقتي به قديمة، ويتميز المقلة بقراءته الجيدة للنص ودفاعه المستمر عنه، وقدرته على إيجاد حلول بصرية تتناسب معه، وكذلك باهتمامه الواسع بالممثل، حيث يسعى إلى إبرازه بصورة جيدة وجميلة تقدمه كبطل للمسلسل حتى وإن لم يكن دوره يتيح له ذلك”.
مرعي الحليان: عودة ” وديمة وحليمة” يحملنا مسؤولية كبيرة
بعد مرور 11 عاماً على صدور الجزء الثاني من “وديمة وحليمة”، يعود العمل مجدداً إلى الواجهة ليواصل السير على درب النجاح، متوسداً ما تحمله مشاهده من حكاية شعبية ترتدي ثوب الكوميديا، ليشكل ذلك سر نجاح العمل الحامل لبصمات السيناريست الإماراتي جاسم خراز الذي يواصل في الجزء الثالث سرد قصص الجارتين وديمة وحليمة، حيث لا تتوقف خلافاتهن ومقابلهن، في وقت يواصل فيه فرج وابنه سالم مساعيهما للإصلاح بين الجارتين. ولكن العمل الذي يعرض على شاشة قناة “سما دبي” يتجاوز حدود ما يجري بين الجارتين، ليذهب في أبعاد أخرى تبرز أصالة العادات والتقاليد المحلية، وتعكس ما يتمتع به مجتمع الصيادين من مرح وصرامة، وكذلك جماليات البيئة الساحلية المحلية، بحسب ما قاله بطل المسلسل الفنان مرعي الحليان الذي يجسد شخصية “فرج”.
وعن عودة العمل الذي يشارك في بطولته الفنانة ملاك الخالدي والنجمة البحرينية سعاد علي، والفنانة أمل محمد ونخبة من ضيوف الشرف، يؤكد الحليان أن السبب يكمن في “حب الجمهور، وتحديداً شريحة الأطفال لهذا المسلسل”. ويقول: “العودة إلى “وديمة وحليمة” بعد مرور سنوات على صدوره يحمل مسؤولية كبيرة، حيث اكتشفنا بعد هذه المدة أن الأطفال يمثلون الشريحة الأكبر التي تتابعه، لذا كان علينا مراعاة هذا الجانب سواء في الأداء أو الحوار”، منوهاً إلى أن الجزء الثالث توفرت له إمكانيات فنية أفضل بفضل دعم “دبي للإعلام”، فضلاً عن عودة الممثلين له بحماس وشغف كبير.
ما حققه “وديمة وحليمة” من نجاحات لم يأت من فراغ، فقد كان انعكاساً لموهبة كاتبه جاسم الخراز ومخرجه عمر إبراهيم، وفي هذا الإطار، يبين الحليان أن لدى “الكاتب جاسم الخراز حساسية عالية تجاه تفاصيل الأسرة الإماراتية والحي الشعبي، كونه يمثل ابن بيئته وهو ما انعكس على سيناريو العمل الذي تميز بنصه وبطريقة بناء شخصياته، وأعتقد أن قرب الخراز من أحاسيس الناس وبساطة نصوصه لعبت دوراً رئيسياً في نجاح “وديمة وحليمة””.
في “وديمة وحليمة 3” يواصل الحليان ارتداء ثوب شخصية “فرج” ذلك “الصياد البسيط”، وعن ذلك يقول: “تذكرني شخصية “فرج” بأجدادنا الذين عشنا معهم حكايات ومغامرات البحر، وكذلك بيئة الساحل التي تمتلك مفرداتها الخاصة، كما تذكرني أيضاً بمجتمع الصيادين وما تمتاز به من مرح على الرغم من ملامح الجدية والصرامة الإيجابية التي تعتري الصيادين، نتيجة تعاملهم مع قساوة البحر، وهو ما يتجلى في شخصية “فرج” التي كتبها جاسم الخراز بكل حب، وتعامل معها المخرج عمر إبراهيم بكل إبداع، واجتهادي كممثل، حيث سعينا جميعاً لإخراج ما تحمله هذه الشخصية من لمسات كوميدية تتناسب وطبيعة العمل، مع المحافظة على ملامح الصياد الصارم الذي لا يقبل الخطأ، ولا أنكر أن معايشتي الواقعية لمجتمع الصيادين قد ساعدني في تجسيد الشخصية بكل أبعادها الإنسانية”.
“وديمة وحليمة 3” لم يكن ليرى النور لولا دعم “دبي للإعلام” وجهودها في توفير ما يحتاجه من متطلبات وإمكانيات فنية، ويقول الحليان: تعتبر “دبي للإعلام” من أوائل من تبنى الدراما المحلية وعلاقتها بها قديمة تعود إلى مرحلة “مركز دبي للإنتاج الفني” الذي ساهم في دعم وانتشار العديد من المسلسلات التي كان ينتجها”.