أنور ابو الخير… يكتب / لن أعيش الغربة في ظل جشع التجار

أنور ابو الخير… يكتب / لن أعيش الغربة في ظل جشع التجار

لقد جاء قول الله تعالي فى كتابه الحكيم في سورة التوبة
(( قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ))
فللأسف هناك عدد محدود من أبناء هذا المجتمع استشعر قدرته على رفع الأسعار ومضايقة الآخرين من الاحتكار وما شابهه دون مسؤولية أخلاقية وإيمانية وبين سفر أن هؤلاء لا يمثلون المجتمع المسالم الطيب بعدما انصاعوا لأهوائهم ولأنفسهم فكانت النتيجة الحالية معربا عن أمله في أن يعودوا إلى رشدهم ويدركوا أن ما يفعلونه ليس في صالحهم أولًا من الناحيتين الدينية والدنيوية وليس في صالح مجتمعهم كذلك: ولهذا عليهم أن يعودوا إلى صوابهم
وأننا على ثقة تامة بأن فخامة الرئيس سيعيد هؤلاء إلى وضعهم الطبيعي لكي ينسجم سلوكهم مع المجتمع والمنهج الرباني في تعزيز قيم التراحم والتسامح ورفض كافة إشكال المغالاة والطمع والاحتكار الذي يضر بالمواطنين فنحن لن نعيش غرباء فى هذا الوطن وفي ظل تجار ظالمة تنهش من جيوب المواطنين كل ما لديهم بسبب الطمع والربح الفاحش السريع حيث يتطلع المواطن أن تنعكس خطط وبرامج الحكومة إيجابيا على حياتة المعيشية بصورة مباشرة لإخراجه من حالة القلق والترقب الذي يكتنفها يوميا في ظل ارتفاع الأسعار للمواد الضرورية الاستهلاكيةاليومية التي يحتاجها لمعيشة أولاده ولا يخفى على أحد معاناة المواطن الذي يكد ويكدح للحصول على أدنى متطلبات الحياة المعيشية الضرورية لحياته فهناك فئة من الناس لاتدري ان كان الوطن يعاني من ارتفاع وغلاء في المعيشة او ان المواطن يعيش ضائقة لقمة العيش لان ثقافة هذه الفئة لا تمت للوطن بصلة وهي ليست مستعدة ان تثقل سمعها بأخبار الوطن لأنها تعيش الغربة الحقيقية
لقد بات هم المواطن والشغل الشاغل له هو توفير لقمة العيش الحلال لأسرته خاصة ونحن في بلد موارده المادية قليلة والذي يلحظ ان متطلبات الحياة تزداد يوما بعد آخر لأننا في عصر تزاحمت فيه الأولويات ولاتخلو حوارات الناس اليومية في مجالسهم الخاصة او العامة عن الحديث عن أزمة ارتفاع أسعار السلع الضرورية اللازمة لمعيشة المواطن تلك الطبقة الفقيرة والتي تشكل النسبة الغالبة العظمي والموظف المقهور والمعاشات الميتة مهما كان راتبه بات في ظل هذه الظروف من هذه الطبقة الكادحة ناهيك عن ارتفاع أسعار الكهرباء والمياة والغاز والاحتياجات الأخرى للمعيشة وأصبح
أمواج الغلاء الحالية التي تضرب الأسواق باتت أمراً مزعجاً للشارع المصري والذي أصبح يري كل يوم تسعيرة مختلفة للسلع الأساسية وكأنها مؤامرة علي الشعب يقف وراءها أصحاب نفوس خربة وخفافيش السوق السوداء وهو ما استدعي تحرك الدولة واصدار تكليفات للجهات والأجهزة الرقابية بالوقوف امام هذه الممارسات وتطبيق القانون ضد كل من يمارس هذة الأمور التي يجرمها القانون وإلزام التجار بوضع أسعار علي كل السلع الاساسية حتي يعرف المواطن حقه ويطالب به ومنع الزيادات غير المبررة واستغلال الأزمة العالمية وحالة التضخم الموجودة في كل دول العالم بوضع أسعار أعلي من قيمتها الحقيقية
لا شك أن التلاعب بقوت الشعب ظاهرة خطيرة لم نعرفها من قبل لأننا تعودنا مع تجارنا من قبل على التسامح والرضا بالربح الحلال لكننا في وقتنا الحالي صدمنا بما يقوم به بعض التجار من الربح الفاحش على حساب أصحاب الدخول المحدودة والمتوسطة فالديمقراطية لا تتفق مع الجوع والغلاء فأغلب الناس لا يهمها ما بداخل السياسة لذا نقول إنه إذا كانت رقابة الدولة على التجمعات والمنتديات والفضائيات مهمة فالأهم هو مراقبة الأسواق وما يدور فيها من حالات نصب واحتيال من بعض أصحاب الضمائر الضعيفة الذين يسيطرون على قوت الشعب ويضعون أيديهم على المواد الغذائية الأساسية التي يخنقون بها رقاب عباد الله لذلك على الدولة ان ترحم مواطنيها وأن تقوم هي بتوفير السلع الاستراتيجية حتى لو غضب التجار المدللون الذين يقومون باحتكار كل ما يهم المواطنين من قوت تلهب أسعاره تلك البطون الجائعة إن نهب ما في جيوب المواطنين خاصة أصحاب الدخول المتواضعة وأصحاب المعاشات جريمة يحاسب عليها القانون حيث اصبحنا نعيش تحت رحمة وعطف التجار وأصحاب رؤوس الأموال الذين يتحكمون في حركة الأسعار والأسواق وأرزاق الجميع وقد غاب عن اذهانهم ان الله هو واهب الرزق الحلال والمال الحلال وأيما لحم نبت من سحت فالنار أولى به وهذا بلا شك يقطع الصلة بين الإغنياء والفقراء ويقتل روح التنافس والابداع ويقلل العمل من اجل الانتاج لان ظلال الازمة تخيم على المواطن وتحيط به احاطة السوار بالمعصم لأنه يعلم ان كثيراً من الأزمات مفتعلة وحتى يكون لها الغطاء القانوني وتبين للقاصي والداني
إننا في الحقيقة لسنا ضد أن يحقق التجار الأرباح لكن يجب أن تكون بحدود وألا تتعدى الربح الذى احله الله لهم وليس كما يحدث من البعض بتحقيق أرباح فاحشة تتجاوز أضعاف الثمن مثل السجاير وترك الحبل على الغارب لهم لتحقيق أرباح وأرقام خيالية لم تحققها الدوله من قبل خلال شهور معددوة والحقيقة لا يوجد إنسان يتحمل الجوع والقهر الإنساني فعندما ترتفع الأسعار يرتفع معها الضغط ويرتفع كذلك سكر الدم لدى المواطنين حيث يسقط العديد من المواطنين ضحايا تحت رحمة المتلاعبين من التجار كل من يبحث عن القوت لا يهمه بعد ذلك إن كانت الديموقراطية عرجاء أو عزباء أو حتى عمياء فالأمن الغذائي هو من الأمن السياسي وكذلك الاستقرار والاطمئنان بالمستقبل لذلك نوصي الحكومة الموقرة بأن تحتضن مواطنيها وأن تحيطهم بأحضان دافئة لترفرف السعادة على مواطنيها في أرجاء الوطن كما يجب أن يتم الضرب بيد من حديد على الجشعين وألا تتهاون الدولة مع المتلاعبين بقوت الشعب فهي وصمة عار على جبين الحكومة وكل من يسكت على من يرتكبها من النصابين
ولا يخفى على أحد مواقف فخامة الرئيس والقائد الأعلى للقوات المسلحة حفظه الله ورعاه بحرصه الدائم ودعمه المتواصل للمواطن وحثه لحكومته ان تبذل قصارى الجهد والطاقة من أجل التخفيف عن المواطن الذي هو أعظم رصيد لوطنه وأمته وبدونه لن يكون تقدم أو بقاء أو كرامة
المطلوب من الحكومة أن تنزل إلى الشارع لتتحسس هموم المواطن الحقيقية لعودة الابتسامة إلى شفاه المواطنين والتي هي إحدى مؤشرات السعادة لايمكن أن يتحقق إلا إذا شعر المواطن أن دخله المالي يمكنه من مقابلة متطلباته الحياتية اليومية في حدها الأدنى
وأخيرا نحن نقول لكل هؤلاء اتقوا الله في وطنكم ومواطنيكم اللهم قد بلغت اللهم فاشهد
حفظ الله مصر بقائدها وشعبها

admin

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *