الشيخ يحيى عسكر… يكتب عن «الزلازل» وكيفية التعامل معها

الشيخ يحيى عسكر… يكتب عن «الزلازل» وكيفية التعامل معها

الشيخ يحيى عسكر الداعية الإسلامى بوزارة الأوقاف المصرية

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
أيها المؤمنون : إذا نظرنا إلى الناس، ونحن نتكلم عن الزلازل، نجدهم مُنْقَسِمين فى شأنِها وحُدُوثِها إلى قِسْمَين:
قِسْمٌ لا يُقِيمُ لِهَذِه الزلازل وَزْنًا، ويَرَى أَنَّها مِنْ الظَّوَاهِرِ الطبيعيةِ،التى تَحْدُثُ أحيانًا ،نتيجةَ ضغط البُخارِ فى جَوْفِ الأَرْضِ، كما يَنْضَغِطُ الرِّيحُ والماءُ فى الْمَكانِ الضَّيِّقِ، فإذا انْضَغَط، طَلَبَ مَخْرَجًا، فَيُزَلْزِلُ الأرضِ القريبة منه، وما شابَهَ ذلك مِن الكلامِ، والتَحْلِيلِ الذى يَذْكُرُه الجُيوُلُوجِيُّون، حَوْلَ الزَّلازِلِ والهَزَّاتِ الأرضِيَّة.
وَقِسْمٌ من الناس، يَرَى بِأَنَّ ما حَدَثَ، إنَّما هُوَ بِأَمْرِ اللهِ وَحْدَه، وَلِحِكْمَةٍ بالِغَة، وإِنْ حَصَلَتْ بالأَسبابِ التى ذكرها الجُيوُلُوجِيُّون، وهذا هو الحق والصواب ، فالزلازل، لا تقع إلا بأمر من الله،ولا تكون إلا لحكمة يعلمها الله، أما أسبابها، فهى كثيرة وكثيرة جدًا، نذكر منها :
أولًا: التَّذْكِيرُ بِنِعْمِةِ سُكُونِ الأرضِ، وقَرارِها وثَباتِها.
ثانيًا: التَّذْكِيرُ بِكَمالِ قُدْرَةِ اللهِ ، فالعِبادُ تَحْتَ قَبْضَتِه، وَأَمْرُهُم بِيَدِه.
ثالثًا: تَخْوِيفُ العِبادِ، وتَذْكِيرُهُم ،كَى يُحاسِبُوا أَنْفُسَهُم، ويَتُوبُوا مِن ذُنُوبِهِم ومَعاصيهِم،قال تعالى فى سورة الإسراء: ( ومَا نُرْسِلُ بالآياتِ إلا تَخْوِيفًا ).
رابعًا: من أسباب الزلازل،الذنوبُ والْمَعاصِى، قالَ تَعالَى فى سورة الأعراف: ( فَأَخَذَتْهُم الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فى دارِهِم جاثِمِين )،وقالَ ﷺ: ( سَيَكُونُ فى آخِرِ الزَّمانِ،خَسْفٌ وَقَذْفٌ وَمَسْخٌ، قِيلَ: وَمَتَى ذلكَ يا رسولَ اللهِ؟ قال: إذا ظَهَرَتْ الْمَعَازِفُ والقَيْناتُ ) والقَيْناتُ: هُنَّ الْمُغَنِّياتُ والراقِصات.
خامسًا:قَدْ تَكُونُ الزلازِل، عَذابًا فى الدُّنيا، وتَطْهِيرًا ورحمةً لِلْمُسلِمِين،قال ﷺ عَنْ هِذِه الأُمَّة: ( عَذَابُها فِى الدنيا، الفِتَنُ والزلازلُ والقَتْل )،ولأنَّ الزلازل تعْتَبَرُ مِنَ الهَدْم، فقَدْ قالَ ﷺ: ( الشهداءُ خَمْسَة: الْمَطْعُونُ والْمَبْطُونُ والغَرِيقُ وصاحِبُ الهَدْمِ والشهيدُ فى سبيلِ الله ).
سادسًا: الزلازلُ ، تُذَكِّرُ الْمؤمنَ بِيَوْمِ القيامةِ، بِيَوْمِ الزَّلْزَلَةِ الكُبْرَى، قال تعالى فى سورة الحج: ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شيئٌ عَظِيمٌ )،وَلَا يَسْلَمُ فى ذلكَ اليَوْمِ العَظِيمِ، إلَّا مَنْ بَذَلَ أَسْبَابَ النَّجاةِ…فإذا حَدَثَ فى الأرضِ زِلْزَالٌ أو خَسْفٌ، أو سمعنا تَحْذِيرًا، بِقُرْبِ حدوث ذلك، فلا يَلِيقُ بالْمُؤْمِنِ،أَنْ يَغْفَلَ عَنِ التَّوْبَةِ،والإنابَةِ والإستغفارِ،والدُّعاءِ والتَضَرُّعِ، ومُحاسبةِ النفسِ، وتَصْحِيحِ الحالِ، والإِكثارِ مِن الصَّدَقَة،
والمواظبة عَلَى أَذكار الصَّباحِ والْمساءِ .

admin

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *