الدكتور أشرف عطيه.. يكتب / الزلازل والقرآن الكريم ( الجزء الثاني والأخير )

الدكتور أشرف عطيه.. يكتب / الزلازل والقرآن الكريم ( الجزء الثاني والأخير )

بقلم / الدكتور أشرف عطيه رئيس مجلس إدارة مجموعة أوميجا جيت 

في الجزء الأول من هذا الموضوع تحدثنا عن وصف الزلزال في القرآن الكريم تأييدا بالآيات الكريمة التي وردت في مواضع كثيرة من القرآن الكريم ، وفي هذا الجزء أتحدث عن مرادفات الزلزال والتي ذكرت أيضا في القرآن الكريم والوصف الدقيق لكل هذه المرادفات .

ومن تلك المرادفات ( الرجفة – الصيحة – الخسف – الصدع ) ولكل من هذه المرادفات لها وصف دقيق مؤيدة بالقصص والمواقف والآيات التي سردها القرآن بشكل دقيق وتعبير بديع . فالرجفة ذكرت بآيات القرآن في أكثر من موضع كالتالي : 

يقول تعالى: ﴿ يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَّهِيلًا ﴾ المزمل- 14 ، ﴿ يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ * تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ ﴾ النازعات- 5 ، 6 ، ﴿ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ * الَّذِينَ كَذَّبُواْ شُعَيْبًا كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَا الَّذِينَ كَذَّبُواْ شُعَيْبًا كَانُواْ هُمُ الْخَاسِرِينَ ﴾ الأعراف- 91 ، 92 ، ﴿ وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِّمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُم مِّن قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاء مِنَّا إِنْ هِيَ إِلاَّ فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَاء وَتَهْدِي مَن تَشَاء أَنتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا َأَنتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ ﴾ الأعراف-155 ، ﴿ وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَارْجُوا الْيَوْمَ الْآخِرَ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ * فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ ﴾ [العنكبوت- 36، 37 . صدق الله العظيم 

وتعني الرجفة في تلك الآيات بأن الأرض تتحرك وتضطرب بمن عليها، وقيل تزلزل، وأضاف المفسرون إلى الحركة الصوت، فأصبحت الرجفة حركة مصحوبة بالصوت، والرجفة التي أخذت قوم شعيب فسرت بالزلزلة، وقيل الصيحة، أصابهم عذاب يوم الظلة، وهي سحابة أظلتهم، فيها شر من نار ولهب، ووهج عظيم، ثم جاءتهم صيحة من السماء ورجفة من الأرض شديدة من أسفل منهم، والرجفة التي أخذت السبعين رجلاً من قوم موسى، فُسرت على أنها الزلزلة الشديدة وقيل: الصاعقة، والرجفة بمعنى الزلزلة الشديدة أيضًا مع الصيحة الشديدة كانت وراء هلاك قوم ثمود.

أما الصيحة فجاءت بالقرآن الكريم في مواضع متعددة كما هو بالآيات الكريمة التالية : 

يقول تعالى: ﴿ وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ * كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَا أَلاَ إِنَّ ثَمُودَ كَفرُواْ رَبَّهُمْ أَلاَ بُعْدًا لِّثَمُودَ ﴾ هود- 67 ،68 ﴿ وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ * وَآتَيْنَاهُمْ آيَاتِنَا فَكَانُواْ عَنْهَا مُعْرِضِينَ * وَكَانُواْ يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا آمِنِينَ * فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ ﴾ الحجر- 80 ،83 ويقول سبحانه وتعالى أيضًا ﴿ وَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مَّنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ ﴾ هود-94.

قال بن عباس : ما أهلك الله أمتين بعذاب واحد إلا قوم صالح وقوم شعيب، أهلكهم الله بالصيحة ؛ غير أن قوم صالح أخذتهم الصيحة من تحتهم ، وقوم شعيب أخذتهم الصيحة من فوقهم ، وفي الأعراف أتت الرجفة قوم شعيب.

أما الخسف فيقول الله تعالى: ﴿ فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ ﴾ القصص-81 ، ﴿ إِن نَّشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ ﴾ سبأ-9 ، ﴿ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ ﴾ العنكبوت-40 ، ﴿ أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُواْ السَّيِّئَاتِ أَن يَخْسِفَ اللّهُ بِهِمُ الأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ ﴾ النحل- 45 ، ﴿ أَفَأَمِنتُمْ أَن يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ ﴾ الإسراء: 68 ، ﴿ أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ ﴾ الملك-16 صدق الله العظيم .

والخسف معناه الدقيق : انقلاب ظاهر الأرض في باطنها من الزلزال ، وأيضا ذهب به في الأرض، وخسف الله به الأرض؛ أي اختفي بباطن الأرض .

ونأتي الى الصدع والذي ذكر في القرآن الكريم في اكثر من آية كما يلي : 

 يقول الله تعالى: ﴿ لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ﴾ الحشر-21، ﴿ وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ ﴾ الطارق- 12. صدق الله العظيم .

وقال علماء التفسير بأن الصدع هو الشق في الأجسام الصلبة كالزجاج والحديد ونحوهما وتتصدع الأرض اي تتشقق وهوذات المعنى للجبال .

ومن خلال سرد مرادفات الزلزال في القرآن الكريم يتضح لنا بأن الله سبحانه وتعالى قد ذكر الزلازل بكل أشكالها ومواصفاتها من حيث الأثر والحدث والذي إتضح جليا بأنه إنذار تارة وتارة أخرى عذاب لبعض الأقوام التي كفرت بالله . أدعو الله العلي العظيم أن يسترنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك يارب العالمين .

خالص تحياتي وتقديري 

د/ أشرف عطيه

admin

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *